- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:تُشكِّل الثقافة الرقمية اليوم جزءًا محوريًا من الحياة الحديثة وتؤثر تأثيراً عميقاً على مجتمعنا العربي. مع تطور التقنية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، أصبح العالم مترابط أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، هذا التحول لم يكن بدون تحديات ومخاطر محتملة تتعلق بالخصوصية، المعلومات الكاذبة، وأيضاً التأثير المحتمل على القيم الاجتماعية والثقافية الأصيلة.
في حين توفر الشبكة العنكبوتية منصة رائعة للتواصل العالمي وتبادل المعرفة والتعليم المستمر، فإنها أيضاً تشكل بيئة خصبة لانتشار الأفكار غير المرغوب فيها أو الضارة التي يمكن أن تهدد تماسك المجتمع والدين الإسلامي خصوصًا. فمثلاً، قد يؤدي الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية إلى تقليل التفاعلات الإنسانية المباشرة وبناء العلاقات الحقيقية بين أفراد الأسرة والأصدقاء مما يساهم في تفكيك نسيج المجتمع المحلي.
التحديات والمخاطر
- الصحة الجسدية والنفسية:
العرض الطويل لأشعة الأجهزة الإلكترونية والإفراط في استخدام الإنترنت يمكن أن يتسبب في مشاكل مثل اضطراب حركة العين المتتابعة (Computer Vision Syndrome)، آلام العمود الفقري، وضعف التركيز بالإضافة إلى الإرهاق النفسي والعزلة الاجتماعية لدى بعض الفئات العمرية.
- الأمان الافتراضي:
التهديدات الأمنية عبر الشبكة هي مصدر قلق كبير حيث يمكن للمعلومات الشخصية والحسابات المصرفية وغيرها أن يتم اختراقها واستخدامها بطريقة غير قانونية بحرف أو سوء تقدير.
- القيم الدينية والثقافية:
يمكن للثقافة الرقمية أيضًا نشر محتوى غير مناسب ينافي الأخلاق والقيم الإسلامية. وهو الأمر الذي يستوجب زيادةوعي الشباب والشابات نحو كيفية التعامل الآمن والفاضل مع هذه المنتجات الجديدة.
المنافع والاستثمار الذكي
رغم تلك المخاطر، إلا أنه بإمكاننا استغلال فرص هائلة يوفرها المجال الرقمي لصالح مجتمعنا العربي إذا تم اتخاذ الخطوات الصحيحة تجاه تعزيز الاستخدام المسؤول لهذه الأدوات الحديثة. فعلى سبيل المثال، تُعد التعليم بواسطة الوسائط الرقمية مصدراً مهماً لتوفير مواد دراسية واسعة وخيارات متنوعة لكل مستويات الدراسة، كما تساهم شبكات التواصل الاجتماعي كوسيط رائع لبث الرسائل الدعوية وتعزيز روح العمل الجماعي ضمن المنظمات الخيرية المختلفة.
في النهاية، دور الإعلاميين والباحثين الأكاديميين مهم جدًا لمساعدة الجمهور لفهم أفضل حول تأثير الثقافة الرقمية وكيفية تحقيق توازن شامل يحفظ حقوق الإنسان ويضمن سلامتهم ويلبي احتياجاتهم المعرفية والمعنوية وفقا لشريعة الإسلام الغراء.
