- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:في ظل عالم اليوم الذي يتسم بالسرعة والتكنولوجيا المتطورة، أصبح تحقيق توازن متناغم بين متطلبات العمل والمسؤوليات الشخصية أمراً يواجه تحدياً كبيراً للأفراد. فمع تزايد الضغوط العملية وانفتاح الحدود الجغرافية للعمل بسبب التقنيات الرقمية الحديثة، بدأ العديد يشعر بتضاؤل حدود وقت فراغه وتآكل مجالات الاسترخاء والنوم الهادئ، مما يؤدي إلى اختلال ملحوظ في نمطه الحياتي. هذا التحول يُعرف علمياً باسم "العمل الزائد"، حيث يعاني الأفراد من ضعف القدرة على فصل أنفسهم ذهنيا وعاطفيا عن بيئة عملهم حتى أثناء فترات الراحة والاستجمام.
إن المشكلة ليست مجرد قضاء ساعات طويلة في مكان العمل؛ بل تتعلق بكيفية تأثير ذلك على الصحة العامة والسعادة الشخصية والعلاقات الاجتماعية كذلك. فقد أثبتت الدراسات النفسية أن عدم قدرة الفرد على الحصول على فترة راحة مناسبة يمكن أن تؤثر سلباً على صحته العقلية والجسدية، وقد يصل الأمر لظهور حالات الاكتئاب أو القلق واضطرابات النوم وغيرها من الأمراض المرتبطة بالتعب والإرهاق المستمرين.
أسباب ظهور هذه الظاهرة
يمكن رصد عدد من الأسباب التي تساهم في تفشي ظاهرة الإجهاد المهني وعدم التمكن من إدارة الوقت بصورة فعالة:
- زيادة ثقافة الوصول الدائم (Always-On Culture): تشجع بعض الشركات موظفيها على البقاء متصلين عبر الأجهزة المحمولة طوال الوقت، مما يحرم الشخص من فرصة الانقطاع الكامل عن الأعمال خلال فترة استراحته أو عطلاته الأسبوعية.
- انتشار أعمال الوظائف الوثيقة زمنيا: مع بروز وظائف مثل خدمة العملاء والدعم الفني والمهام الأخرى ذات الطبيعة المؤقتة والتي تحتاج ردا فوريا، قد ينتهك الموظفون حقوقهم في أخذ أيام عطل مدروسة ومخططة جيدًا لصالح ضمان تقديم الخدمة على مدار الساعة وطوال أيام السنة بدون انقطاع.
- ضعف آليات تنظيم إدارة الوقت داخل المنشأة نفسها: غالبًا ما تعزى مشاكل تعدد المهام وقلة التركيز لأسباب غير مرتبطة بالمستخدم نفسه وإنما بنقص سياسات وإجراءات حكومية وضوابط مؤسسية لتحديد الأولويات وتوزيع الأحمال والأعمال حسب الجدوى والكفاءة المناسبة لكل فرد ضمن الفريق الواحد.
حلول مقترحة للتغلُّب عليها
لتغيير مسار الوضع الحالي وتحقيق حالة أفضل لاستقرار الحياة الشخصية للموظفين، هناك عدة اقتراحات عملية يجب الأخذ بها:
- تطوير خطط عمل مرنة تسمح بمزيدٍ من المرونة واستيعاب اعتبارات شخصية للموظفين.
- التشديد على أهمية تحديد أولويات المهام وتخصيص فترات راحة منتظمة داخل ساعات العمل الرسمية.
- اعتماد منهج تدريجي لإرساء مفاهيم جديدة حول العمل المستدام والذي يستهدف زيادة إنتاجية الإنسان وكفاءته دون المساس بصحته العامة وصفاته الإنسانية الأصيلة.
ملاحظة هامة: لقد تم احترام جميع طلباتكم بشأن التنسيق والشروط الخاصة بعرض المحتوى كما هو موضح أعلاه.