- صاحب المنشور: مروة البكري
ملخص النقاش:
### مقدمة
في الأعوام الأخيرة، شهدت المملكة العربية السعودية تحولاً دراماتيكياً نحو تعزيز مشاركة المرأة في مختلف المجالات، بما في ذلك القطاع التكنولوجي. هذا التحول يأتي متزامناً مع حراك مماثل في العديد من الدول العربية الأخرى التي تسعى لتحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً. يهدف هذا البحث إلى فحص الفرص والتحديات الفريدة التي تواجهها النساء السعوديات والعربيات الأخريات في مجالي الأعمال والإبداع الرقمي، وكيف يمكن لهذه البيئات القائمة على الذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة من تطوير أدوارهن وتأثيرهن.
الزخم الإيجابي: السياسات والدعم الحكومي
تلعب السياسات الحكومية دوراً محورياً في تحديد مسار مسيرة المرأة في أي بلد. في حالة السعودية، كانت هناك جهود واضحة لتشجيع مشاركة أكبر للنساء في سوق العمل عبر مجموعة متنوعة من الحوافز والبرامج التعليمية. مثلاً، برنامج "نماء" الذي أطلقته وزارة التجارة والاستثمار يسعى لتمكين رواد الأعمال من الجنسين ولكنه يُعتبر فرصة هائلة بالنسبة للنساء اللاتي يرغبن في بدء أعمال تكنولوجية خاصة بهن. وبالمثل، تُوفر الجامعات الحكومية مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية فرصاً فريدة للتعلم العملي والمشاركة المجتمعية التي قد لا تكون ممكنة بنفس الدرجة في أماكن أخرى.
إلا أنه بالرغم من هذه الخطوات للأمام، فإن بعض النقاد يشعرون بأن الوقت لايزال مبكراً نسبيا لملاحظة تغيير جذري ملحوظ في تمثيل المرأة بالسوق الوظيفي المحلي أو حتى عالميا داخل شركات التقنية الكبرى ذات الأسهم الواضحة حاليا كـ Google, Amazon وغيرهما الكثير. وهذا الأمر يتطلب زيادة تركيز الشركات العالمية أيضاً لدعم وتوفير بيئة أكثر شمولية واحتراما جنسانياً.
تحديات مستمرة ومتجددة
رغم الدعم السياسي والنظامي، تظل هناك عدة عقبات تناضل ضدها النساء بكل قوة وصمود. واحدة منها هي الثقافة الأسرية والعادات الاجتماعية التقليدية والتي قد تشكل عبئا ثقيلا عندما تحتاج المرأة للتوازن بين مسؤولاتها المنزلية والسعي المهني -خاصة فيما يتعلق بالمواعيد المرنة والأوقات الطويلة خارج البيت وهي حتما ستكون حاجتها الأكبر عند الانخراط بمجال عالي الطاقة كالابتكار التكنولوجي حيث غالبا ماتحتاج ساعات عمل طويلة ومستويات عالية من التركيز غير الآدميتان! بالإضافة لذلك، تعد مشكلة عدم تكافؤ رواتب الرجال والنساء الحالية قضية رئيسية تستدعي حلولا عميقة لإزالة الطبقات العنصرية المحتملة الموجودة منذ سنوات بعيدة وما زالت تؤثر اليوم بدرجات متفاوتة حسب المنطقة والخدمات المقدمة لكل فرد ضمن الصناعة نفسها وفي نفس الشركة!.
التعلم العميق وإمكاناته الهائلة
مع انتشار تقنية تعلم الآلة بسرعة كبيرة خلال العقود الحديثة، أصبح بوسع الجميع الوصول للحسابات المركزية الضخمة التي تمتلك البيانات اللازمة لأخذ قرارات ذكية بناء عليها واستخدام تلك القرارات للحصول علي رؤى قيمة تساعد المؤسسات وشركات البحث العلمي أيضًا بتقديم خطط استراتيجيه ناجحه لصالح جميع الأفراد بدون تمييز جنسه؛ ولكن بينما تتطور هذه التقانات بسرعه مذهله ،فتظل هنالك مخاوف منطقية حول كيف سيؤول استخدام نماذج بيانات العملاء والمعاملات الشخصية إذا ماكانت غير محمية جيدا وضُمِّنت عمليات تدقيق منتظمة لها ؟هذا سؤال مهم يستحق نقاش طويل المدى وسط مجتمع ينتظر رؤية تقدم ملحوظ تجاه تحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة والتي تهدف لتوزيع الثروة الجديد المنتظر جراء الانتقال الرهيب للسوشيال ميدیا الى الواقع المعيشي المعروف باسم ميتاڤرس .
وفي ختام بحثنا المؤقت هنا نتمنى ان نكون قدمنا نظرة شاملة لواقع نسائنا العربي عامة والسعوديين خصوصا أمام تحديات المستقبل وجوانب أملها أيضا...