- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع وجود العالم أكثر اتصالاً وانتشارًا ثقافيًا عبر الحدود مثل أي وقت مضى، يبرز التحدي الحاسم أمام مجتمعنا الحديث وهو تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على هويتنا الثقافية الفريدة والاندماج الناجع في عالم يعزز قيم العولمة. هذا الموضوع ليس مجرد مسألة اختيارية بل أصبح ضرورة حيوية تتطلب النظر المتعمق والمناقشة الواعية لإيجاد حلول مستدامة تحترم تراثنا بينما تعترف أيضًا بأهمية التأثير العالمي.
في جوهر هذه القضية، يكمن دور المجتمع في تحديد كيفية استقبال تأثير العولمة واستيعابه بطريقة تتماشى مع أعرافه وثوابته الدينية والإنسانية. فالعولمة التي تُعرف بتبادل الأفكار والمعارف والمنتجات والخدمات عبر الحدود الوطنية قد أدت إلى اختلاط كبير في المعايير الأخلاقية والقيم الاجتماعية مما يستدعي إعادة نظر عميقة حول مدى انفتاحنا عليها مقابل الاحتفاظ بشخصياتنا الأصلية. لكن يبقى السؤال المطروح بشكل مباشر: كيف يمكن للمجتمع الإسلامي مثلاً مواجهة تدفق التعاليم والأفكار الغربية غير متوافقة مع الشريعة الإسلامية وفي الوقت نفسه الاستفادة من مزايا التقنيات الحديثة والحلول العملية للعصر الحالي؟
إن فهم علاقات الدين والثقافة - خاصة في الإسلام - يعد أمر بالغ الأهمية هنا إذ تشمل هويتهم المفاهيم الروحية والعادات الاجتماعية والعادات الأساسية للحياة اليومية والتي تعد كلها جزءا لا يتجزأ من شخصية المواطن المسلم. إن فقدان المحافظة على تلك الجوانب يدفع نحو مشاعر الخسارة الثقافية والفردية تهدد بقاء مؤسسات وأخلاق المجتمع الأصيلة. وبالتالي فإن تحديث قوانين وقواعد حياة المسلمين لكسب كفاءة تنافسية جديدة دون ضياع في ذات الوقت للهوية الخاصة بهم يشكل هدف رئيسي لتحقيق نوع جديد من الانصهار المتحضر بين الماضي والحاضر.
لقد قدم التاريخ العديد من الأمثلة للنجاة وسط التحولات الكبرى حيث حافظ شعب ما أو دولة ما على تماسك ذاته رغم تعرضها لضغوط خارجية كبيرة تحتفظ بهويتها الإقليمية والدينية أثناء اندماجها ضمن النظام الدولي الأكبر حجماً واتساع نطاق تأثيراته التعليمية والصناعية وغيرهما الكثير. سنستعرض فيما يلي بعض التجارب الرائدة لهذه البلدان للتأكيد بأن التوفيق بين الجانبين ليست مهمة مستحيلة بشرط توفر الرؤية الواضحة والاستراتيجيات المدروسة بعناية.
إلى جانب ذلك، تلعب وسائل الإعلام دوراً مركزياً حالياً بالنسبة لدورها المؤثر في نشر أفكار العولمة وبناء تصورات الجمهور بشأن قضايا مثل حقوق المرأة وشكل الحياة المثالية والسلوك المناسب اجتماعياً. وهذا يعني أنه ينبغي زيادة اهتمام المؤسسات الإعلامية بإنتاج محتوى يحترم العقيدة الإسلامية ويروّج للقيم الإسلامية وذلك جنباً إلى جنب مع نقل أخبار وممارسات حضارية أخرى مفيدة وصالحه للاستخدام المنتظم ضمن البيئة المنزلية للأسر المسلمة والذي بذلك يساهم بصنع توازن جيد داخل قلب الأسرة وخارج حدود منزلها أيضاً لتكون قادرة على تحمل وطأة الصدمات الخارجية وضمان استمراريّة حياتها وفق سنة الله تعالى مقترنة بكسب خبرات علميه وفنية حاصلاتها المنظومه حديثاً .
والجدير بالمُلاحظة كذلك هي خطوات الحكومات العربية والإسلامية بتطبيق سياسات محلية مصمَّمة خصيصًا لحماية أبنائِها ضد مخاطر الاختراق الطائفي والجرائم الإلكترونيّة بالإضافة لمساعي دعم المشاريع الاقتصاديَّة الوطنيَّة وتعزيز قوة العمل القاعدي المحلي ليضمن نمو اقتصاد البلاد بما يسمح باتقاء خطر البطالة وزيادة فرص عمل الشباب الذي بدوره سيقلِّل نسبة رغبتهم بالسفر خارج وطنهم بحثا عن رزقه الخاص ممّا يؤدي بالتالي لانخفاض احتمالات غسل أدمغة شبابنا بفكر تخريبي وضلال واتباع نهج منحرفة مجهولة المصدر احيانآ تمامآ !! لذلك فان تعظيم بناء الذات الداخليه لكل فرد فرددا وعائلاته ومن ثم رفع مستوى جودة المنتج الوطني سواء كان بنوع خدميه صحيه وإداريه او حتى انتاج مواد