- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
استطاع الإسلام منذ نشأته الأولى أن يضع لبنات اقتصادية راسخة تتوافق مع القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية. هذا النظام الاقتصادي الذي جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية له آثار عميقة ومستمرة حتى عصرنا الحالي رغم التغيرات الجذرية التي شهدتها الأسواق العالمية. فإلى جانب الاعتبارات الأخلاقية والدينية، فإن الفقه الاقتصادي الإسلامي يتميز بطابع الاستدامة والاستقرار الاقتصاديين.
يتمحور نظام الاقتصاد الإسلامي حول مجموعة من الأركان الرئيسية مثل تحريم الربا والمضاربة المحرمة، المشروعية الكاملة للتجارة الحلال، دعم العمل البناء والإنتاج، وتشجيع إدارة الأموال بحرص شديد. هذه الأعمدة ترتكز على مقاصد الشريعة الإسلامية الهادفة إلى تحقيق العدالة والكسب المشروع والخيري للمسلمين وغير المسلمين أيضًا.
يُظهر التاريخ كيف أدى تطبيق الأحكام المالية والفقهية لبيوتات رجال الأعمال والحكومات المسلمة سابقا لتطور اقتصاديات مزدهرة داخل الإمبراطوريات الاسلامية القديمة كالخلافة العباسية والأندلسية. حيث كانت هناك مؤسسات مصرفية قائمة قبل ظهور المصارف الحديثة بتوقعات سنوية ثابتة للأرباح دون وجود أي مصروفات مخفية أو رسوم باهظة كما يحدث الآن. بالإضافة لذلك فقد اعتمدت تلك الدول سياسة تمويل مشاريع زراعية وصناعية حيوية مما يساهم مباشرة بتنميتها وتعزيز فرص عمل السكان.
وفي الوقت المعاصر، نجد أن تأثير الدين الإسلامي يبقى بارزا خاصة وأن أكثر من مليار شخص يتبعون تعاليمه حول العالم. فنسبة ملحوظة منهم تستثمر وفق الضوابط الشرعية متجرين بذلك عن اتجاهات السوق الغربي التقليدي الذي قد يشمل عمليات تجارية غير أخلاقية بحكم تعريفها بالمجتمعات الغربية ذات الثقافات المختلفة. كذلك توفر المؤسسات المالية الاسلامية منتجات متوافقة لشريحة كبيرة ترغب باتباع منهج حياتي مستند لتعاليم دينهم.
وعليه، يمكن اعتبار الأفكار الاقتصادية المنبثقة من عقيدة الإسلام مصدر إلهام هائل للمدن المتنوعة اليوم والتي تسعى لتحقيق نوع خاص ومتكامل من نموذج تطوير مجتمعي تحت مظلة الرخاء الاقتصادي والثبات الاجتماعي. وبالتالي ستظل المكتسبات الاقتصادية للديانة الإسلامية موضع اهتمام و دراسة مستمره لما لها من قدرة عظيمة علی تقديم رؤية مختلفة وجذابة للنظم المالية المستقبلية مهما تغير الزمان والمكان .