- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تشهد العديد من الدول الإسلامية اليوم نقاشات حامية حول مدى توافقها مع القيم والمبادئ الإسلامية بينما تتقبل المفاهيم الحديثة وما يرافق ذلك من تقنيات وتطورات علمية وثقافية. هذا النقاش ليس جديدًا، حيث يعالج فكرة "الحداثة" المتعلقة بالتفكير المستقبلي والإنفتاح على الأفكار الجديدة مقارنةً بتقاليد وإرث قديم أكثر محافظة ورؤية نحو الماضي. لكن كيف يمكن تحقيق التوازن المثالي بين هذين الجانبين؟ وكيف يؤثر هذا التوازن على التعامل مع التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات العمل الرقمية في بيئة إسلامية؟
في القرن العشرين، شهدت العالم الإسلامي فترة تحديث كبيرة، خاصة بعد الاستعمار وانطلاق حركة النهضة العربية والإسلامية. وقد ظهر العديد من الفلاسفة والمفكرين الذين كانوا يدافعون بشدة عن ضرورة الانفتاح على المعرفة الغربية والمعاصرة تحت اسم "التحديث". هؤلاء دعاة النهضة رأوا أن تقدم البلاد يتوقف على تبني المعايير العلمانية والحضارية غير الدينية والتي كانت موجودة آنذاك بين الأوروبيين والأمريكيين. ولكنهم بالتأكيد لم يقصدوا بذلك ترك الدين جانبا بل فهموا حاجتهم للمواءمة بين الثقافة والعلم الحديث وبين الشريعة والقيم الإسلامية.
ورغم هذه المحاولات المبكرة لتطبيق مفاهيم حديثة ضمن الإطار الشرعي والديني، ظلت هناك بعض المخاطر المحتملة لهذه العملية حسب منظور البعض الآخر الذي كان يشعر بأن هناك احتمال كبير للاستغناء الكامل عن الأعراف الاجتماعية والقيمة الأخلاقية الراسخة المرتبطة بالإسلام منذ قرونه الأولى. وهذا هو السبب الرئيسي لانتشار الجدل حول ما إذا كانت تلك المقترحات تشكل تهديدا لحمة الأمة وفصل تام عن جذورها التاريخية والثقافية?
وفي ظل تقدم الثورة الصناعية وموجتها الثانية -الثالثة الآن -وأصبحت متاحة لنا أدوات تكنولوجية جديدة كالإنترنت والذكاء الاصطناعي وغيرهما مما سبق ذكره أعلاه؛ أصبح باستطاعتنا رؤية تناقضات محتملة بشأن كيفية استخدام المسلمين لها بناءً على توجهات مختلفة داخل مجتمعاتهم. ويتطلب الأمر دراسة مستفيضة لتحليل تأثير كل تقنية فردية سواء أكانت مفيدة أم ضارة بإشارة إلى ديننا الإسلامي الحنيف وذلك بهدف تحديد أفضل مسار عملي يحقق هدف الوفاق بين تطوراتهما الحاليّة وطرق تطبيق شريعتنا المقدسة بها دون نزوع لأحدهما عن الآخر.
وبالتالي فإن البحث الدقيق فيما يسمى بمفهوم «الحداثة »و«التقاليد»سيكون محور اساسي لفهم العلاقات المشتركة المتعددة التي تربط بين نصوص الكتاب والسنة المطهرة وكذلك قواعد الواقع الاجتماعي والفرداني للغرض خدمة الإنسانية جمعاء وليس جزء منها بعينه فقط . فعلى الرغم من اختلاف وجهات نظر مختلف العلماء حول تعريف مصطلحيّْ(استمرارا وخلافا)دائماً إلا أنه واضح تمام الوضوح بأنه يجدر بنا معرفة ماهية الأم