- صاحب المنشور: حصة الدرقاوي
ملخص النقاش:
في عصر التكنولوجيا المتقدمة حيث يزدهر تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة، تبرز القضايا الأخلاقية والاجتماعية كتهديد محدق لقبول وتطبيق هذه التقنيات. تشكل مساهمات الذكاء الاصطناعي تغييرا جذريا في العديد من الجوانب الحيوية للمجتمع البشري؛ بداية من العمل والإنتاجية حتى كيفية اتخاذ القرارات الشخصية والعلاقات الإنسانية. لكن، هل هذا التحول نحو عالم أكثر ذكاء هو فعلا تحسين أم أنه يعرض قيم المجتمع وأخلاقه للخطر؟ سنستعرض هنا بعض التحديات الرئيسية التي تواجهها مجتمعاتنا بسبب استحداث واستخدام الذكاء الاصطناعي.
**الخصوصية والأمان**
أحد أكبر المخاطر المرتبطة بتفشي استخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي هو تهديد الخصوصية الشخصية. يكشف تتبع البيانات الضخم الذي يقوم به عدد كبير من الشركات والحكومات إلى حد بعيد الكثير عما نفعله وكيف نفكر وما هي اهتماماتنا. يمكن لهذا الكم الهائل من المعلومات أن يستغل بطريقة غير أخلاقية مما يؤدي إلى عمليات الاحتيال أو التنمر الإلكتروني أو غير ذلك من انتهاكات الأمن الشخصي. بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن ملكية هذه البيانات وهل يتم معالجتها بأمان ام عرضة للاختراق والتسريب؟
**التوظيف والوظائف المستقبلية**
تتسارع عملية الأتمتة بوتيرة كبيرة بفضل الدمج الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل القطاعات المختلفة مثل الصناعة المصرفية والخدمات القانونية والصحة وغيرها. بينما قد يحسن هذا النوع من التدخل الآلي الكفاءة الإنتاجية ويقلل تكلفة العمليات، إلا إنه يشكل خطراً حقيقياً على ملايين الوظائف البشرية. فهل نحن مستعدين لتحمل تلك العواقب الاقتصادية الاجتماعية الناجمة عن فقدان وظائف واسعة النطاق لصالح أدوات برمجية وميكانيكية ذات قدرة أعلى بكثير ولكن أقل تعاطفا وانسانية ؟
**القرارات المحكومة بالذكاء الاصطناعي**
مع دخول التعلم الآلي المجالات الحرجة لحياة الناس اليومية، بدأ الشعور يدب بين البعض بأن قراراهم أصبح مقيدا بشدة بواسطة خوارزميات مطورة باستخدام بيانات جزئية أو متحيزة. سواء كانت غرفة نوم افتراضيا تختار الزوج المناسب لمستخدمها استناداً إلى دوائره اجتماعية أو نظام قضائي يستخدم الذكاء اصطناعى لاتهام شخص ما بجناية بناء على إنطباعاته الأولية عنه – فإن العقبات الأخلاقى والمعيارية أمام اعتماد تلك الحلول تبدو واضحة ولا تحتمل التأجيل أكثر فأكثر .
**الثقافة والقيم الاجتماعية**
كيف سيؤثر انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة بطرق الذكاء الحديث وشخصياته الرقميه المضخمه بصورة واقعية زائفة والتي تصمم خصيصًا لإثارة رد فعل عاطفي لدى جمهورها الواسع - كيف ستتأثر ثقافتنا وقيم اجتماعية نتيجة لكل هذة مظاهر الترفيه والتسلية الحديثة ؟ هل ممكن أن نشهد تغييرات جذرية فى المفاهيم والسلوك العام للأجيال الجديدة نتيجة لهذه الظاهرة الغريبة والفريدة نسبيا بالمقارنة مع سابقينا خلال القرن الماضي ؟
دون شك ، تعد الاستفادة القصوى من قوة الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لتحقيق تقدم حضاري أفضل ولكنه يتطلب أيضا جهودا مكثفة لكبح جميع أشكال سوء الاستخدام المحتملة له وهو الأمر الذي لا يمكن تأجيله أكثر إذا رغبنا حقا بنشر وفوائد ثورتنا الرابعه الصناعية للعالم اجمع بلا أي خسائر جانبيه تكون غاليا وطالبة للتدارك لاحقا بعد فوات الاوان !