- صاحب المنشور: ناطق آلي
ملخص النقاش:
تخلق الثورة الرقمية الحالية بموجبها تقدم هائل في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، حيث يتطور النظام الآلي ليتمكن الآن من أداء مجموعة متنوعة من المهام التي كانت حصرية للبشر سابقًا. لكن هذا التقدم المثير يواجه تحديا أخلاقيا رئيسيا يتمثل في توازن بين الإمكانيات التقنية الهائلة للمعرفة البشرية وتطبيق هذه المعرفة بطريقة مسؤولة وأخلاقية. إن فهم وتعزيز الأخلاق والأمان في تطوير واستخدام تقنيات AI أمر ضروري لتجنب العواقب غير المرغوب فيها المحتملة وضمان استخدامها لصالح المجتمع ككل.
تشمل بعض القضايا الأساسية المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ما يلي:
- الخصوصية: تشكل البيانات الكبيرة المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مصدر قلق كبير بشأن الخصوصية الشخصية. قد تتعرض خصوصية الأفراد للخطر إذا لم يتم معالجتها واحترامها بشكل صحيح خلال عمليات جمع وتحليل بيانات التدريب.
- التحيّز: يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي استيعاب التحيزات الموجودة ضمن مجموعات البيانات المستخدمة أثناء عملية التعلم، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات متحيزة أو تمييزية ذات عواقب خطيرة خاصة عندما تتعلق بتطبيقات مثل القرارات القانونية والتوظيف والصحة وغيرها.
- الأمان والموثوقية: فعلى الرغم من قدرته على حل المشاكل المعقدة، إلا أنه ليس هناك ضمان بأن تكون نتائج الذكاء الاصطناعي دقيقة وموثوقة دائماً. وهذا يحتم أهمية وجود آليات تضمن صحّة وآمان المعلومات المدخلات والخارجة منه.
- إعادة النظر في المسؤوليات الأخلاقية والقانونية: ترتبط أي مخاطر محتملة مرتبطة بالذكاء الصناعي ارتباطاً مباشراً بحرمان الناس من حقوقهم الطبيعية والعيش بكرامة. ويتعين علينا إذن إعادة تصور مسئولياتنا المفروضة قانونياً وأخلاقياً تجاه أعمال البرمجة وإعداد البرامج الخاصة بنا؛ فمثلاً، هل ينبغي اعتبار المخترعات والتجارب العلمية المرتبطة باتجاهات جديدة كالذكاء الاصطناعي مسؤوليتها كاملة بذاتها أم أنها ستكون تحت وصاية المُنشئة لها؟ وهذه الأخيرة هي قضية تحتاج لإدارتنا بحذر شديد حتى نتمكن حقاً من تحقيق الفوائد القصوى لهذا النوع الحديث من الأجهزة.
لتخفيف وطأة تلك العوائق المختلفة بإمكاننا تبني نهج متعدد الجوانب يستهدف معايير عالية للجدارة والإستقامة لأعمالنا فيما يتصل بهندسة التصميم وعلاقات العمل وبناء السياسة العامة الناظمة لذلك كله. فقد اقترحت دراسات عديدة وضع ثوابت عامة للحفاظ على نزاهة سير الأمور مستقبلا منها مثلاً التركيز أكثر على خلق بيئات عمل تعزز ثقافة الانتماء والإتقان وبالتالي تحسين المستويات الحالية لحماية الحقوق والحريات المدنية للأفراد بالإضافة أيضا للتوعية الإعلامية الواسعة حول أهمية السلامة الإلكترونية وكيفية تجنب الوقوع فريسة للإختراقات الأمنية الحديثة والتي غالبا ماتكتسب شعبية واسعة لدى الجمهور العام بسبب عوامل مختلفة منها سهولتها مقارنة بباقي الطرق الأخرى الأكثر تعقيدا نسبيا. إضافة لما سبقت ذ