استشارة شرعية: هل يمكنني مساعدة أمي باسترداد حقوقها المالية من مال أبي المخفي؟

في الإسلام، حفظ الأمانة واجب كبير للغاية. عندما يقوم شخص بتوكيلك بحفظ شيء ما، فأنت مسؤول عن ذلك الشيء حتى وإن لم يكن بينك وبينه اتفاق رسمي مكتوب. إن ا

في الإسلام، حفظ الأمانة واجب كبير للغاية. عندما يقوم شخص بتوكيلك بحفظ شيء ما، فأنت مسؤول عن ذلك الشيء حتى وإن لم يكن بينك وبينه اتفاق رسمي مكتوب. إن الأموال التي تركها أبوك لديك تعتبر من نوع "الأمانة".

بالنسبة لسؤالك حول إعطاء أمك من تلك الأموال لاستعادة حقوقها الخاصة بها والتي أقرضتها لأبيك سابقاً، فهذا غير جائز حسب الشريعة الإسلامية. كوني الوصي القانوني على هذه الأموال، يجب عليك الاحتفاظ بها وحمايتها وعدم استخدامها بدون إذنه. هذا ليس فقط بسبب التزامك بالأمانة، ولكن أيضاً لأنه سيعتبر خيانة للأمانة.

أما بالنسبة لإدارة النفقات المنزلية، إذا كنت تشعر بأن هناك نقصًا في الإنفاق اليومي الضروري مثل الطعام والشراب وغيرهما، فقد يكون بإمكانك أخذ ما يكفي لتلبية هذه الاحتياجات الأساسية طبعاً بشرط عدم معرفة والدك بذلك. وذلك استناداً إلى الحديث النبوي حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "خذي ما يكفيك ومن لا زوج له". هنا يشير الرسول الكريم إلى أنه يمكن للمرأة المسلمة أن تتناول من بيت زوجها ما يلزمها لحالتها الشخصية وفي حالة كون الزوج بخيلاً ولا يستوفي حاجيات البيت بشكل مناسب.

لكن الأمر الأكثر أهمية هو التواصل مع والدك والتحدث معه بصراحة بشأن الوضع الحالي وتوضيح مدى حاجتك وامداداته. الحوار المفتوح والموضوعي غالبًا ما يؤدي إلى حلول مرضية للجميع.

ختاماً، يجب دائماً الرجوع للشريعة الإسلامية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالممتلكات والأمور العائلية الهامة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات