- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
منذ بداية القرن الحادي والعشرين، شهد العالم تحولات هائلة نتيجة التكنولوجيا المتقدمة والإنترنت، مما أدى إلى تغييرات جذرية في جميع القطاعات بما في ذلك التعليم. وعلى وجه التحديد، واجه قطاع التعليم العالي تحديات كبيرة وتغييرات مثيرة للاهتمام بسبب هذا "التحول الرقمي". يهدف هذا المقال إلى استكشاف الأبعاد المختلفة لهذا التحول، مع التركيز على التحديات التي تواجهها المؤسسات التعليمية وكيف يمكن لهذه الأخيرة مواجهة هذه المخاطر للاستفادة القصوى من الفرص الجديدة التي توفرها الثورة الرقمية.
**التحديات الرئيسية أمام التحول الرقمي في قطاع التعليم العالي:**
**1. مقاومة التغيير والتخوف التقني:**
تعتبر العقول الأكاديمية المحافظة والتقليدية إحدى أكبر العقبات أمام اعتماد تقنيات جديدة في البيئة التعليمية. قد يشعر أعضاء هيئة التدريس بالقلق بشأن تأثير البرمجيات الالكترونية الحديثة على جودة العملية التربوية بالإضافة لمعرفة كيفية استخدامها بكفاءة. وقد يؤدي نقص المعرفة بالمفاهيم والأدوات رقمية متطورة أيضا إلى تراجع عدد الطلاب المهتمين باستخدام الوسائل الإلكترونية عوضاً عن الأساليب القديمة مثل قراءة الكتب وكتابة البحوث يدوياً وغيرها الكثير والتي تعتبر جزءا أصيلا ومتأصلًا بجدار التعليم الجامعي العربي الأصيل! إلا أنه بالنظر للأمر بعين الاعتبار ستظهر أهميتها كمصدر معرفي شامل وليس كبديل عنها حيث أنها مكملة لها وليست منافسة لها مطلقاً. لذا وجب علينا النظر بها ضمن منظور شمولي يجمع بين المنظور التقليدي والحديث حفاظاً على الهوية العربية الأصلية للتعليم المجتزئ منها إنما هو تعطيل لمسار تاريخنا الفكري والثقافي الغني بكل ما فيه من جمال وعظمة حضارية لوطننا العربى المضياف... لذلك يجب تشجيع أفراد مجتمع الأكاديميين نحو التعلم المستمر والتكيف مع تطورات عالم الذكاء الاصطناعى الحديث عبر تقديم برامج تدريبية مصممه خصيصاً لتلبية احتياجاتهم الخاصة بتبني ثقافة رقميّة داخل بيئات العمل داخل اروقة جامعات دولتنا العربية الشقيقة.
**2. تكاليف الانتقال الرقمي وأولويته:**
يتطلب مشروع التحويل الرقمي الاستثمارات المالية الضخمة اللازمة لإعادة هيكلة البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، وذلك يتضمن شراء معدات تكنولوجية حديثة، ويشمل أيضًا بناء نظام بيانات شاملة آمنة لحفظ المعلومات الشخصية المتعلقة بأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب وكذلك إدارة محتوى تعليمي رقمي ذكي ومبتكر يساعد الطرفان الأخيران -الباحث والمعلم-على فهم واستيعاب الأفكار العلميه المقدمه بطرق مختلفة ومتنوعة تتوافق مع اهتمامات كل فرد حسب شخصيته الفردية الخاصة به وهو أمر نادر الحدوث حالياً نظراً لأن المواد الدراسية الاسيوية كانت دائماً مسلوقة ولا تسمح بالتعديلات أو الإضافة عليها كما هو معمولٌ به فى الثقافات الأخرى كالولايات المتحدة الامريكية مثلاً . وهذا الوضع غير مستدام خاصة إذا علمنا بأن أكثر من نصف طلاب اليوم هم من فئة الأطفال الذين ولدوا بعد عام ٢۰۱۰؛ هؤلاء الأشخاص لديهم ميول طبيعية للحصول علي معلومات بصورة مرئية ممتعة وبالتالي سيقابل أي شيء اخر برد فعل سلبي للغاية لأنه خارج نطاق قدرتهم المعرفية المعاصرة جعلنه كذلك منذ الصغر!!! علاوة علي ذلك فإن عدم وجود سياسات واضحة حول ملكية البيانات والخرائط العقلية المرتبطة بذلك سوف تؤثر أيضاً علي قرار اتخاذ قرار إجراء تلك الخطوة العملاقة نحو عصر جديد مليء بالإثارة والمعاناة ايضآ لمن لم يستطع مجاراته!
**3. ضمان الجودة والحفاظ على المعايير الأكاديمية:#
لطالما اعتبرت سمعة جامعة ما مقياساً رئيسيًا لجودتها وثقتها العلمية التاريخية لدى المجتمع