• صاحب المنشور: عبد الإله بن عبد الكريم
  
  ملخص النقاش:
  في عالم يتطور بسرعة نحو الابتكار التكنولوجي، يبرز نقاش حاد حول دور تكنولوجيا المعلومات الحديثة -والأخصّ ذكاء اصطناعى المدعوم بتعلُّم الآلات الآلي- داخل نظام تعليمنا العتيق. فهل يمكن لهذه الأدوات الرقمية حقا أن تحل محل المعلم البشري أم أنها مجرد تكميل جيد له؟ هذا الموضوع له أهميته القصوى خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي دفعت العديد من المدارس إلى الاعتماد الكتروني كامل على الإنترنت لإتمام العملية التعلمية.

تطرح المنصة الإلكترونية "كورساتو" مثالا رائعا لكيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة التعلم. توفر هذه المنصة دورات متنوعة بمحتويات غنية وموثوقة بالإضافة لتفاعلها مع المستخدمين عبر أدلة الحوار والألعاب الترفيهية لجعل عملية التعلم أكثر متعة وإثارة للاهتمام. ولكن رغم ذلك تبقى هناك عوائق كبيرة متعلقة بفجوة رقميّة تواجه بعض الأسر الفقيرة والتي قد تشكل تحديا أمام الوصول المفتوح للتكنولوجيا بالنسبة لأطفالها الصغار الذين ربما سيفتقدون فرصة الحصول على الدعم الشخصي الذي يؤمنه معلم بشري .

ومن جهة أخرى ، يعد البرمجيات مثل "إكسكيندر" أحد الحلول المثالية للمدرسين لمساعدتهم على تنظيم الخطط الدراسية وإنشاء اختبارات رقمية وتقييم مستوى الطلاب بناء علي مهاراتهم الفردية. بينما نجد أيضا برامج المحاكاة ثلاثية الابعاد والتي تساعد الطلبة فهم المفاهيم العلمية والمعمارية بشكل عميق غير مسبوق وذلك باستخدام الواقع الافتراضي الغامر مما يشجع الاستقصاء والإبداع لدى المتعلم بإعطائه امكانيه التطبيق العملي للأفكار النظرية المكتسبة منه ولم يستطع رؤيتة بنفس فعالية البرنامج التحفه الثلاثى الابعاد .

وعلى الرغم من الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي والموارد التعليمية الأخرى القائمة على تقنيات متقدمة إلا أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار الجانب الإنساني للعلاقات الاجتماعية والروحية داخل الفصل الدراسي والذي ينمو عندما يتواصل ويشارك الأفراد وجهًا لوجه. إذ لا تستطيع آلات الذكاء الإصطناعي تقديم تلك التجارب الشخصية التي تلعب دوراً محورياً في نمو شخصية الطفل وتعزيز ثقته بنفسه وبناء ثقافة نقدية تساهم بتنميتها المجتمع بأجمعه للأمام نحو مجتمع أفضل قادرٌ بناء حضاري يرتكز أساساً على قيم الإنسان وكرامته ورفاهيته العامة . وفي النهاية فإن انصهار كلتا هاتين الجوانبين سيساهم بلا شك برفد مجتمع المستقبل بطاقات شباب جادٍ مؤهل معرفيا ومعنويا لاستلام زمام الأمور والسعي لبناء حضارتنا الإسلامية المبنية أصلاً علی قاعدة المعرفۃ الأصيلة والقيم الإنسانية السامية.