في ظل تحديات فصل الزواج عن بعضهما البعض لفترة طويلة، قد تتساءلين عن سبب عدم تجاوز تلك العقبات واستعادة حياتكما المشتركة. كمسلمين، يجب علينا فهم أن الله -تعالى- حكيم عليم وخبير بمشيئة سيادته. إنه يعامل عباده بالعدل والإحسان، ولا يمكن لأحد أن يسأله عمّا يعمل لأنه كامل العلم والقوة والرحمة والحكمة.
على الرغم مما قد يبدو أنه محنة بالنسبة لكما، إلا أنها جزء طبيعي من حياة البشر الذين يواجهون جميع أنواع الضائقات والمآسي. صحّة الإنسان أفضل من مرضه، وغناه أولى من فقرته، إلخ. بدلاً من التركيز فقط على الجانب السلبي لهذه التجربة، حاولي رؤية جانب الإيجابي فيها. ربما تكون فرصاً للتسامح والشكر والتحلى بصفات جميلة كالصبور والراضي. كما ذكر الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم".
تذكَّري أيضًا أهمية الأخذ بالأسباب والسعي لتحقيق هدف جمع شملكما مرة أخرى. ومع ذلك، حافظي دائمًا على الثقة الكاملة بأن كل شيء تحت حكم الله وحاضره بعلمه الرحيم. أكثري من الدعاء واحتسبي أجرك عند الله عز وجل. وفي نهاية المطاف، اعلمي أن رضاك وصبرك هما المفتاح لعيش حياة مُباركة مهما كانت الظروف.
﴿إِنَّ اللّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [يونس:44]