- صاحب المنشور: فايزة السبتي
ملخص النقاش:
يشهد العالم اليوم ثورة رقمية غير مسبوقة مدفوعة بتقدم التكنولوجيا المتسارع وتطور الذكاء الاصطناعي. وقد حققت هذه التقنيات طفرة هائلة خلال العقد الأخير مما جعلها تشكل المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي ورافعة قوية للنمو الاقتصادي المستدام والمستقبلي. وفي هذا السياق، يتعين علينا استكشاف الدور الريادي الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الابتكار وتعزيز النمو الاقتصادي بطرق مبتكرة وفريدة.
يعمل الذكاء الاصطناعي كمسهل رئيسي للإبداع والإنتاجية. فهو يساعد الشركات على تحليل البيانات الضخمة بسرعة ودقة متناهيتين لتحديد الاتجاهات السوقية واتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على الأدلة العلمية. وهذا يعني توفير الوقت والجهد اللازم لاستقصاء المعلومات وتحليلها يدويًا، وبالتالي تمكين المؤسسات من التركيز فقط على تطوير حلول فريدة تلبي احتياجات العملاء الخاصة بهم. فعلى سبيل المثال، يستخدم صندوق الاستثمارات العامة السعودي ذكاءً اصطناعياً لتوقع أداء الأسهم والاستثمار بكفاءة أكبر عبر استخدام خوارزميات معقدة تعتمد على التعلم الآلي لتحسين عمليات اتخاذ القرار الاستثماري. كما قامت شركة فنار، وهي شركة سعودية ناشئة، بتطوير نموذج لغة باللغة العربية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في إنشاء محتوى مفيد ومناسب لمختلف الأغراض التعليمية والتجارية.
بالإضافة إلى دوره كمحسن للأدوات العملية داخل القطاعات المختلفة، يعد الذكاء الاصطناعي أيضًا محفزاً للتغيير الجذري وإطلاق مشاريع جديدة تمامًا. فمن خلال دمج القدرات الحاسوبية المتقدمة مثل التعلم العميق والشبكات العصبونية الصناعية، أصبح بإمكان الأفراد والشركات تصور أفكار تجارية مبتكرة واختبار فرضياتها قبل التنفيذ الفعلي بأي مصاريف كبيرة أو مخاطر عالية. ويسمى ذلك غالباً "التحقق التجريبي"، حيث يجسد الذكاء الاصطناعي قدرته التحويلية على اختصار دورات تطوير المنتجات، بل وزراع الحلول التي تستبق حتى الطلب المحتمل لها. ومن الأمثلة البارزة هنا مشروع ناويا السعودية، والذي يعمل حالياً على إنشاء روبوتات بشرية آلية قادرة على تكرار حركات البشر بدقة ملفتة، وهو أمر يحظى باهتمام كبير بسبب تطبيقاته الواعدة في مجالات الرعاية الصحية والترفيه وغيرها الكثير.
وفي نهاية المطاف، يعكس تأثير الذكاء الاصطناعي قوة اقتصاد المعرفة والحاجة الملحة للاستعداد للمستقبل الرقمي. وعلى الرغم من وجود تحديات مرتبطة بالأمان والأخلاق والتأثير الوظيفي، فإن الحقائق تشير إلى أنه عندما يتم توجيهه بحكمة واستخداماته تتوافق مع القيم الإسلامية، فإن الذكاء الاصطناعي قادر بالفعل على تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق للشرائح كافة وفي مختلف المجالات. لذلك، فإن فهم الجوانب الإيجابية لهذه الثورة التكنولوجية هو الخطوة الأولى نحو بناء عالم أكثر تقدمًا وازدهارًا ضمن إطار الإسلام السليم وال