- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:مع تزايد اعتماد المجتمع الحديث للتكنولوجيا الرقمية بشكل متسارع، خاصة بين الأطفال والشباب، برزت مخاوف بشأن الآثار المحتملة لهذه التكنولوجيا على صحتهم الجسدية والعقلية. يسلط هذا التحليل الضوء على الدور المتنامي لأجهزة مثل الهواتف الذكية وألعاب الفيديو والتطبيقات الإلكترونية وغيرها، وكيف تؤثر هذه الأدوات الجديدة على نموهم وتطورهم. يتناول البحث جوانب مختلفة كالإدمان رقميًا، القلق الاجتماعي الناجم عن وسائل التواصل الاجتماعي، التأثير السلبي لبعض الألعاب العنيفة على السلوك العدواني، بالإضافة إلى الفوائد الإيجابية المرتبطة بالتعليم والاستخدام المنتج للموارد التعليمية عبر الإنترنت.
عندما نتحدث عن تأثير التكنولوجيا فإنه ليس بمجرد تحديد الجانب الذي قد يبدو سلبيًا أو إيجابيًا؛ بل إن الحقيقة تكمن في كيفية استخدامنا لها. يمكن اعتبار الهواتف المحمولة مثلاً جهاز هام للوصول إلى المعلومات والترفيه والمراسلة، ولكن أيضاً مصدر محتمل للإزعاج بسبب الاستخدام غير المنتظم والإدمان عليها. يؤكد العديد من الدراسات العلمية وجود علاقة بين زيادة الوقت أمام الشاشات وانخفاض ساعات النوم الجيدة لدى الأطفال مما يساهم لاحقًا بتراجع مستويات الطاقة والأداء الأكاديمي لديهم.
البعد الاجتماعي
بالإضافة لذلك فإن الانغماس طويل المدى في العالم الافتراضي قد يتسبب بالعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على بناء مجتمع حقيقي خارج نطاق الشبكة العالمية الواسعة. تشير بعض التقارير إلى ارتفاع معدلات الاكتئاب والمشاكل الصحية العاطفية الأخرى بين الشباب الذين يقضون وقتاً طويلاً بمفردهم يستخدمون وسائل الاتصال الإلكتروني أكثر منها وجهًا لوجه مع الأقارب والمعارف المقربين منهم.
السلوكيات العنيفة
فيما يتعلق بالألعاب الإلكترونية ذات الطبيعة الدموية، هناك تحذيرات من أنها تساهم في تطوير ميول عدائية وفكر انتقامي عند اللاعبين الصغار. وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا إدمان الألعاب ضمن قائمة الأمراض النفسية المعترف بها رسمياً عام ٢٠١٨ مظهرة بذلك مدى خطورة الموضوع.
الجانب الآخر المُشرِق
غير أنه ينبغي عدم تجاهل دور القطاعات التعلمية والفنية التي استثمرت بكفاءة عالية في تطبيق تقنيات مبتكرة تزيد فرص تعليم الطفل وتعزيز مهاراته العملية بطرق مسلية وممتعة أيضًا. ومن أمثلته ذلك ظهور مجموعات كبيرة تتضمن مقاطع فيديو توضيحية لشروحات دقيقة حول مواضيع متنوعة مغرية بفهم عميق لحقيقتها الأساسية سواء كانت متعلقة بعلوم الطبيعة أو الفنون الجميلة وما شابههما من مجالات أخرى مفيدة للعقول الصغيرة.
وبالتالي فالواقع الحالي يشهد حضورا تكنولوجيا واسعا لكن علينا جميعا العمل سويا لتوجيه تلك اللحظات نحو تحقيق أكبر قدر ممكن للاستفادة المثلى ومن ثم الحد من المضاعفات السلبية المترتبة عنها والتي تهدد بصحة ابنائنا المستقبلية.