- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تواجه كوكب الأرض تحديًا متزايدًا يتمثل في الاستدامة البيئية، وهو موضوع يتجاوز نطاق القضايا الأخلاقية والاجتماعية لتصل إلى آفاق اقتصادية عميقة. تشكل هذه الحقائق الواقع المعاصر حيث يطلب العالم تحولات شاملة نحو نماذج إنتاج واستهلاك أكثر مراعاة للبيئة والموارد الطبيعية. تلعب الحفاظ على البيئة دورًا جوهريًا ليس فقط فيما يتعلق برفاهنا المستقبلي ولكن أيضًا في ضمان ثبات وصحة الأنظمة الاقتصادية عالمياً. وفي هذا السياق فإن فهم العلاقة بين الاستدامة البيئية والاقتصاد أمر بالغ الأهمية لفهم كيفية تحقيق التنمية المتوازنة والتي تستفيد منها جميع الجوانب - الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية.
أولاً، دعونا نتفحص كيف تؤثر الاستدامة البيئية مباشرة على الاقتصاد: الاضطراب المناخي والتكلفة الصحية هما مثالان بارزان لذلك. يؤدي تغير المناخ الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة إلى تأثيرات كارثية مثل الفيضانات والجفاف والحرائق والأمراض التي تهدد الأمن الغذائي وتزيد من فقر الدول الهشة بالفعل. وفقا لدراسات أجرتها الأمم المتحدة، يمكن لهذه الظروف غير الآمنة أن تسبب خسائر اقتصادية بنسبة تصل إلى 18% بحلول عام 2050 إذا تركت بدون معالجة فعالة. بالإضافة إلى ذلك، تكبد المجتمع الدولي مليارات الدولارات سنويًا بسبب التأثيرات الصحية للملوثات الصناعية وممارسات البناء الضارة وغيرها الكثير.
ثانياً، هناك جانب آخر مهم ولكنه أقل شهرة للعلاقات بين الاستدامة والاقتصاد؛ وهو الفرصة التجارية الواسعة لأسواق "الأخضر". تصبح المنتجات والعناصر الصديقة للبيئة ذات طلب مرتفع باستمرار بينما تتغير قيم العملاء حول العالم ويتحول التركيز نحو حلول مستدامة للتحديات اليومية. ويمكن رؤية مثال حي لهذا التحول داخل قطاع الطاقة بأنفسهم حيث تعمل شركات النفط الكبرى الآن بحماس أكبر خلف مشاريع جديدة تعتمد على طاقة الرياح والشمس والنووية الخالية تقريبيا من الانبعاثات مقارنة بعصر الوقود الأحفوري التقليدي الذي كان يسوده الفشل سابقاً. وكما هو ظاهر فقد بات سوق الأعمال الأخضر يشهد نموًا مضاعف كل سنة منذ بداية القرن الحالي حسب مؤسسة دراسة الرأي العام الأمريكية Gallup Corporation .
ومن منظور أكثر شمولاً، تعد الاستدامة بيئياً شرط ضروري لضمان مستقبل Economic مُزدهر للأجيال المقبلة. فهي تسمح باستخدام موارد طبيعية بطريقة مسؤولة تفاديا لأي اضمحلال بالموارد اللازمة للإنتاج والصناعة مما قد يعيق قدرتهم تنافسيا خارج الحدود المحلية وحدها بل حتى العالمية أيضا. كما أنه يساعد في بناء ثقافة مجتمعيه تعطي الأولويات لحماية الحيوانات والنظم الايكولوجيه البرية والبحرية اللتين تعتبر جزء أساسى لنظام الحياة البشرية وجودتها بشكل مباشر وغير مباشر سواء عبر رفاهيتها النفسيه ام غذائها ام ايضا دوائرها الطبيعية المقدمه لهم مجانا وبصورة دائمة مادامت موجودة! إنّ تطوير