يكثر استخدام عبارة "تحصيل المذهب" في كتب الفقه المالكي، حيث يشير إلى بيان الخلاصة والقول المحرر من الخلاف في المسائل الفقهية. سواء كان الخلاف في مسألة لها وجه واحد أو وجوه وحالات متعددة، أو كان فيها قولان معتبران، فإن "تحصيل المذهب" يهدف إلى ضبط المذهب وتوضيح القول المعتمد أو القولين أو التفصيل المعتمد.
مثال على ذلك، في مسألة ذبح الضحية، يقول ابن عبد البر: "ولا يذبح الضحية إلا مسلم، فإذا ذبحها غير مسلم، لا تجزئ. وقد قيل: تُجزئ مع الكراهة، وهو قول أشهب. والأول تحصيل المذهب" (الكافي، 1/224). وفي مسألة تغطية المحرم لوجهه، يقول القاضي عبد الوهاب: "لا يغطي المحرم وجهه، وإن غطاه فلا فدية عليه. ومن متأخري أصحابنا من يقول: هو على روايتين. وتحصيل المذهب: أنا إذا قلنا بتحريم التغطية، تعلقت الفدية. وإن قلنا بكراهيتها دون الحظر، فلا فدية" (الإشراف على نكت مسائل الخلاف، 1/472).
وبالتالي، فإن "تحصيل المذهب" هو مصطلح مهم في الفقه المالكي يشير إلى بيان الخلاصة والقول المحرر من الخلاف في المسائل الفقهية، مما يساعد على فهم المذهب المالكي وضبطه بشكل دقيق.