تعتبر زيادة كمية السائل الأمينيوسي في الرحم، والمعروف أيضًا باسم "الفرط أمينيوس"، حالة يمكن أن تواجهها بعض النساء الحوامل خلال فترة حملهن. هذا النوع من الزيادة قد يكون له عدة أسباب تحتاج إلى الفحص الطبي الدقيق لتحديد العلاج المناسب. هنا نستعرض بعض هذه العوامل الرئيسية التي تساهم في ارتفاع مستويات السائل الأمنيوني.
أولاً، أحد أكثر الأسباب شيوعاً هو وجود مشاكل في نمو الطفل داخل الرحم. إذا كان هناك نقص في الكروموسومات لدى الجنين - وهو ما يعرف بمؤشر كروموسومي غير طبيعي - فإن ذلك غالبًا سيؤدي إلى فرط أمينيوس لأن النقص في وظائف الخلايا الخاصة بالجنين لن يسمح بإنتاج البروتينات اللازمة لتصريف السائل بشكل صحيح.
ثانياً، الأمراض المرتبطة بالحبل السري مثل الانسدادات والتضيقات قد تعيق عملية تصريف السائل الصحيح. عندما يحدث انسداد في الحبل السري، يتم تقليل تدفق الدم المؤمن للسائل مما يؤدي مستقبلاً إلى تراكم زائد.
ثالثا، حالات معينة متعلقة بالأمهات نفسها قد تتسبب أيضاً في فرط أمينيوس. بعض الاضطرابات الهضمية والأمراض المعدية وكذلك التهاب بطانة الرحم (التهاب الرحم) كلها عوامل معروفة بتورطها في زيادة معدلات السائل الأمنيوني. بالإضافة إلى ذلك، استخدام أدوية معينة مثل تلك المستخدمة لعلاج الغثيان والقيء عند الحامل قد ترتبط أيضا بفرط أمينيوس بسبب تأثيرها الجانبي على إفراز هرمون البرولاكتين المسئول جزئياً عن تنظيم إنتاج وامتصاص السائل الأمنيوني.
إن فهم سبب محدد لزيادة السائل الأمنيوني يساعد فريق الرعاية الصحية للأمهات الحوامل على وضع خطة علاج مخصصة تناسب حالتها الصحية العامة وصحة جنينها. ويجب دائماً متابعة وتقييم الحالة تحت إشراف طبي متخصص للحفاظ على سلامة الأم وجنينها.
