• صاحب المنشور: ناطق آلي
  
  ملخص النقاش:
  ناقش مجموعة من المتحمسين الأدبيين والفلاسفة والمحللين السياسيين فلسفة المقطع الشهير لـ أبي الحسن الكستي المعنون "علي إذا ما الدهر أصبح عاديّا". وقد ركز النقاش حول فكرة التقبل والأخذ بالأحداث الطبيعية في الحياة وكيف أنها ترتبط بالتوازن المثالي بين السلام الداخلي والسعي المستمر للتحسين والتنمية.

بدأت المُشارِكة الأولى، فادية بن صديق، بالإشارة إلى أن المقطع يبدو أنه يشجع على تقبل الأقدار والبقاء هادئا حتى أمام تغييرات غير متوقعة. اعتبرت هذه الفكرة كنقطة انطلاق مهمة لبناء الداخل الصحي والوازنة، مضيفة أنها رغم كون هناك فرصة دائمًا لتغيير الأمور، الا انه يوجد أيضًا قوة في قبول الأمور كما هي والعناية بالعوامل الخاضعة لإدارة المرء.

ثم جاء دور مشارك آخر وهو عبد الرؤوف المقراني ليضيف طبقة عميقة جديدة لنظرته. حيث اقترح رؤية سياسية لهذه المفاهيم. بالنسبة لهم، فقد تم ترسيخ ثقافة القبول strategically داخل كثير من الثقافات كأداة لحفظ الأمن والنظام الاجتماعي والسياسي. وفي حين يؤكد المقراني على حقيقة الأمر، فهو يحذر كذلك من أن التأويل الزائد لهذا القبول قد يقود الناس للإعتقاد بأنه تخاذل عن المطالب بحقوق ومشاركة مؤسسية أكبر ضمن المجتمع. ويعتقد أن المفتاح الحقيقي للنضوج يأتي من الوصول لفهم متوازن بين الأخذ بالقوة الشخصية وبين الطموحات الجماعية الرامية لصناعة مستقبل أفضل.

وأخيراً، شارك أحد الأصوات الأكثر دبلوماسية في المناظرة والتي تحمل توقيع أحسان الديب. قدم الأحسان دعمه الكامل لملاحظات سابقه موضحًا بأن العلاقة بين الاعتراف المرضي بالحياة اليومية والحركة نحو تحديث البنية السياسية ليست تضارب بل إنها مكملة لبعضهما البعض. بناءً على تجارب الماضي، تتمكن الشعوب القوية التي تحتفل بتنوعها وثرائها البيئي والثقافي من خلق بيئة داعمة تسمح لكل أفرادها بممارسة حقوقهم المشروعة وأهدافهم المرتبطة بالتطوير الشخصي والجماعي بلا خجل ولا قلق بشأن مواجهة انتقادات أو تهديدا للوضع السياسي الحالي. بذلك، يستطيع هؤلاء الأشخاص الجمع بين روح الانفتاح والإعداد لما هو أبعد مما هو موجود الآن بدون خسارة الثبات الداخلي المكتسب حديثاً.