• صاحب المنشور: كشاف الأخبار
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة فائقة وتطبيقاتها المتزايدة في مختلف المجالات، يبرز موضوعان حاسمّان هما الأخلاق والخصوصية. تُعد هذه المواضيع ذات أهميتها القصوى لأنها تتعلق مباشرة بحقوق الإنسان واحترام القيم المجتمعية. إن تركيب خوارزميات الذكاء الاصطناعي بطرق مستهدفة أو استخدام بيانات شخصية بدون موافقة قد يؤدي إلى انتهاكات خطيرة للخصوصية وأخطار أخلاقية غير متوقعة. هناك مخاوف بشأن الحفاظ على الشفافية حينما يتخذ نظام ذكي قرارًا مهمًا مثل اتخاذ إجراء طبي معين أو تحديد مصداقية شخص ما بناءً على تحليلات البيانات الكبيرة التي قد تحتوي معلومات حساسة ومضللة.

ومن بين التحديات الأخرى المرتبطة بالأخلاق، كيفية ضمان عدم التحيز الجنسي أو العرقي داخل الأنظمة المدربة عبر مجموعة كبيرة ومتنوعة ولكن ربما ليست تمثيلية تماماً للمجتمع البشري. بالإضافة لذلك، فإن القدرة الفائقة لجملة نصوص تعتمد عليها بعض نماذج اللغة الحديثة في توليد استجابات مقنعة لكن غير دقيقة تضيف طبقة جديدة من التعقيد؛ إذ يصعب معرفة حدود الواقع والمعلومة الصحيحة الصادرة عنها خاصة عندما يستخدم كمرحلة أولى للتواصل الطبيب والمريض مثلاً.

وفي الجانب التشريعي والإداري، تحتاج الحكومات والقوانين العالمية لوضع قواعد واضحة تنظم هذا النوع الحيوي الجديد من التقنية لحماية الأفراد وضمان العدالة الاجتماعية والعادلة أمام جميع المستخدمين. فعلى سبيل المثال، ينبغي تصميم قوانين تأخذ بعين الاعتبار الحقوق الأساسية لكل فرد عند جمع واستخدام البيانات الشخصية بواسطة مولدات اللغات الضخمة وغيرها مما يشابهها سواء كانت عامة أم خاصة القطاع. كذلك الأمر بالنسبة للشركات الخاصة والتي ستكون تحت الرقابة القانونية لتلتزم بتوجيهات مفصلة حول التدريب الآمن للأجهزة المصممة حسب طلب عملائها ومع ذلك يحفظ لها حق ملكيتها التقنية بشرط الانتفاع العمومي وصلة كل طرف الآخر ضمن نطاق محدد قانونيا وعلى نحو يفيد الجماهير ويتجنب الإساءة المستقبلية المحتملة بفضل التنبيه المبكر باكتشاف أي ثغرات محتملة قبل حدوث ضررها الكبير لاحقا .

ختاما : تشكل هذه المسائل تحدياً جدياً ولكنه أيضا فرصة عظيمة لصياغة عصر جديد قائم على الثقة المشتركة بين البشر والتكنولوجيا حيث يتمتع الجميع بمستويات أعلى من الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة. ومن الواضح الآن أنه لا يمكن تجاهل الديناميكيات المعقدة الناجمة عن عمليات صنع القرار المحوسبة بل يتطلب مداوَميَّة نقد دائم وإعادة نظر دوريه لتحقيق توازن شامل يحترم حقوق الانسان ويضمن رفاه مجتمعاته المختلفة وبشكل خاص تلك الأكثر عرضة للإهمال نتيجة الاستعانة بأتمتة بسيطة وكفاءتها الوظيفية فقط دون اعتبار آخر لأبعاد اخلاق اجتماعية وثقافية متنوعة عالمياً وغالبَا فوتوها مطوروا البرمجيات الحاليون بسبب نقص خبرتهم المعرفية العامة خارج ميدان تخصص اختصاصهم الدقيق للغاية والذي يغفل عادة مدى تأثير نتائج أعمالهم اليومية واسع النطاق لدى الغير ولم يدرِ أحدآ منهم حتى اللحظة التالية لهذا المقال بأنه سيصبح مصدر إلهام لمن بعده لإحداث نقلة نوعيه جذرية كمّا ونوعّا فيما خص تطبيق علوم الذكاء الصناعي مساعي مستقبلا تشمل جوانب حقوق انسان قابله للتحسين حال كان هنالك تجاوب ايجابي مبني علي فهم دقيق لفلسفتها ومعاييره الثلاث الاساسية وهي احترام الذات والكرامة الإنسانية وحماية البيئة الطبيعية للحياة جمعاء بلا تمييز مكاني ولا زماني ولا جنساني !