تعتبر فترة الحمل واحدة من أهم مراحل الحياة البشرية. خلال هذه الفترة، يتطور الطفل داخل الرحم ويصبح مهيئاً للولادة والاستقلال لاحقاً. العديد من العوامل الخارجية والداخلية يمكنها التأثير بشكل كبير على صحته ونموه. دعونا نتعمق في تفاصيل هذه العوامل لنفهم كيف يمكن للحياة الصحية للأم أن تساهم في حمل صحي وجنين سليم.
- التغذية والسمنة: تلعب الأكل الصحي دورًا حاسمًا في تغذية الأم والجنيّن. تناول نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن والمواد المغذية الأخرى هو أمر ضروري لنمو الجنين بشكل صحيح. كما أنه يساعد في تقليل فرص الإصابة بسِمنة الأم والتي قد تتسبب في مضاعفات أثناء الحمل وبعد الولادة.
- الضغط النفسي والتوتّر: التأثيرات النفسية والعاطفية للمرأة الحامل لها تأثير مباشر على صحة جنينها. زيادة مستويات التوتر قد ترتبط بانخفاض الوزن عند الولادة ومشكلات أخرى متعلقة بصحة الجنين. لذلك فإن إدارة ضغوط الحياة اليومية والحصول على الدعم الاجتماعي مهم جداً للحفاظ على حالة ذهنية وإدراكية مستقرة خلال فترة الحمل.
- التدخين والكحوليات: يعتبر التدخين واستخدام المواد الكيميائية مثل الكحول أحد أكثر العادات غير الصحية خطورة بالنسبة لحوامل. كلا من المدخنات وأولئك اللائي يشربون الخمر معرضون لمجموعة واسعة من المشاكل بما فيها تشوهات خلقية لدى الأطفال الرضع وضعف النمو والإجهاض وغير ذلك الكثير.
- العدوى والأمراض المصاحبة: تعرض جسم المرأة لأمراض معدية أثناء الحمل له آثار كبيرة أيضاً. بعض العدوى الفيروسية والبكتيرية والسلالات البكتيرية المعينة يمكن أن تضر بصحة الجنين وتزيد احتمالية حدوث مشاكل صحية طويلة المدى. ومن أمثلة هذه الأمثلة عدوى الروبيلا وفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) ومرض الهربس التناسلي.
- التعرض للعناصر الضارة: وجود بيئة مليئة بمستويات عالية من ملوثات الهواء والسموم المنزلية وتعريض الجسم للإشعاعات الزائدة - سواء كانت طبيعية أو بشرية المنشأ- كلها عوامل محفزة لتشوهات خلقية وضعف عام في نمو الجنين .
- الحالة الطبية للمرأة قبل وأثناء الحمل : إذا كانت المرأة تعاني بالفعل من حالات طبية مزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وحالات القلب والأوعية الدموية المختلفة ، فقد يؤدي هذا إلى مخاطر إضافية لكلٍ منها وهي الأم والطفل المستقبلي . مراقبة هذه الظروف ودراسة تأثير الأدوية المستخدمة لعلاج تلك الحالات يعد جزءا أساسياً لرعاية ما قبل الولادة المثلى.
- العمر والجنس الجنيني: السن وعمر الزوج أيضًا يلعبان دوراً حيوياً في الصحة العامة للحمل . النساء الأكبر سنًا وكذلك الرجال الأكبر سنًا عندما يحصل الحمل لديهم هم أكثر عرضة لإنجاب ذكور ولذلك فالفحوصات المنتظمة مطلوبة للتأكّد من سلامة الحمض النووي للجنين وأن تكون الوصفات الجينية نادرة الحدوث قدر الإمكان . أخيرا وليس آخرا، فالعناية الذاتية المتوازنة والنظام الغذائي الغني بالعناصر الغذائية بالإضافة إلى اتباع إجراءات الرعاية الوقائية هما المفتاح للاستمتاع بحمل صحي وشكل حياة أفضل بعده أيضا!