في الإسلام، الصدق أساس أساسي في كل معاملاتنا اليومية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية مثل الزواج. إذا كنت تفكر في تزويج نفسك من فتاة أقل بكثير من سنك وتخطط لإخفاء عشر سنوات من عمرك، فهذا التصرف محرم شرعاً لما يلي:
أولاً، أكدت السنة النبوية الشريفة أن الكذب مهما كان جنسه يؤدي إلى الفسوق والمعاصي التي تؤدي بدورها إلى غضب الرب عز وجل. كما ثبت أيضاً أن الصدق من صفات المؤمنين، وكراهة العلاقات المبنية على الخداع والتستر تكرس في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ثانياً، رغم أن اختيار الزوج مناسب للزوجة يرجع إليها تحديداً حسب الدين الإسلامي، إلا أن رضا أولياء الأمور يجب مراعاته أيضا نظرا لتاريخهم وخبراتهم الحياتية الواسعة والتي قد تساعد الفتاة على فهم طبيعة علاقة زواج مستقرة. لذلك، استشارة العائلة حول قرار الزواج ضرورية حيث إنهم يعرفون أفضل ما يحقق المصالح العامة للأفراد المعنيين بالزواج.
في قضيتك الخاصة، استخدام الكذب بإخفاء جزء كبير من عمرك يشكل خطورة كبيرة إذ سيصبح معروفاً بالتأكيد خلال وقت قصير مما سينتج عنه مشاكل وسوء تفاهم مستقبليا - وهذا شيء يقره القانون الإلهي بشدة ضد هذه النوعية من التعاملات غير الأخلاقية وغير الجديرة بثقة الآخرين. لذا توصينا النصائح الدينية بالإعلان الصريح والصريح عن جميع الحقائق المتعلقة بعملية التعارف والاقتران بغرض تشكيل أساس قوي لحياة مشتركة مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين وليس الظروف القهرية الناجمة عن عمليات خداع وتغطية متعمدة للسلوك الشخصي الخاص بالأطراف المعنية بالقضية.
وأخيراً وبشكل عام، ندعوك لاستشارة رب العالمين عبر الدعاء والاستخارة قبل اتخاذ أي قرار كهذا حتى تتلقى توجيهات واضحة وشفافة تمكنك واتخاذ الخطوات الأنسب لك ولمستقبلك الجديد. فالرب عالم بكل جوانب الحياة ومقدر لكل خير لكل عباده وهو الوحيد القادر علي منحنا بصائر ومعرفة شاملة بما فيه صالحتنا وصلاح ذريتنا لاحقا انطلاقا من نصوص دينية نقية ونابعة من مصدر موحد مقدس اسمه "الله".