تبدأ رحلة إنسان طفلها الصغيرة مع أولى علامات النضج الجسدي المهمة؛ وهي مرحلة ظهور الأسنان الأولى. هذه العملية ليست فقط نقطة تحول كبيرة بالنسبة للطفل، ولكن أيضًا لأهل البيت الذين يشهدون هذا الحدث العاطفي والمهم جداً. قد تبدأ تلك الرحلة بمجموعة بسيطة تتكون عادة من ثمانية أسنان بحلول العام الأول من عمر الرضيع. لكن الأدوار المختلفة لهذه الأسنان وتطور نظام الفم يستمر حتى وقت متأخر من الطفولة وأحياناً خلال سن البلوغ.
مرحلة "الأنياب اللبنية"، التي تحدث عادة بين الشهر الرابع والسادس عشر بعد الولادة، تشير إلى بداية ظهور الأنياب الثمانية الأولى لدى الطفل. هذه الفترة يمكن أن تكون مليئة بالمشقة بالنسبة للأطفال بسبب الألم والتغيرات الحسية الجديدة مثل الشعور بالحكة داخل اللثة قبل خروج السن. هنا يأتي دور الآباء والأمهات لتقديم الدعم والراحة اللازمة للطفل باستخدام طرق مساعدة مثل فرشاة خاصة بالأطفال غير ذات الأسنان لاستخراج بعض من الغضب والجوع الداخلي.
ثم تأتي فترة ما يعرف بـ "السن الثانية والثالثة". عادة ما يظهر الضرس الأول حوالي سن السنة والنصف بينما ينضم إليه الآخر حول العام الثاني من العمر. وظيفة هذه الأسنان هي البدء في هضم الطعام بشكل أكثر فعالية، وهو أمر ضروري لنمو الجسم الصحي والعقلاني.
بعد ذلك، يأخذ تكوين "أسنان القواطع الأمامية" مكانته في خط سير عملية النمو dental. القواطع الأمامية الرئيسية تظهر عادة بين الشهور الخامسة والخامسة عشرة، تلعب دوراً مركزياً في قدرة الطفل على ابتلاع الأطعمة الصلبة ومضغه بصورة سليمة.
بمجرد وصول الطفل نحو الثلاث سنوات من عمره، يدخل عالم "اسنانه الدائمة". حيث تصبح الاسنان المؤقتة - والتي بدأت في الخروج منذ الميلاد تقريباً – عرضة للسقوط تدريجيًا لصالح اسنان دائمة أقوى بكثير قادرة علي تحمل المزيد من ضغط المضغ والحفاظ عليها لفترة اطول. تستبدل كل واحد منها بلا استثناء باستثناء اثنين هما اضراس العقل اللذين غالبًا ما يكون لهما تاريخ مختلف قليلا وقد يؤجل ظهورهما ليحل محلهما البعض الآخر .
وفي نهاية المطاف، يصل الأمر إلي مرحلة "اضراس العقل"، تلك الاسنان الأخيرة التي ربما لن ترى نور الحياة إلا عندما يحتفل الرجل بطوله السابع والعشرين عام احياناً! وفي حالات أخرى، تعلق داخل اللثة نفسها ولا تتقدم أبدا خارجا مما يستدعي التدخل الخارجي لإزالتها لمنع العدوي المحتملة.
وبالتالي فإن فهم دورة حياة ونشوء كل صنف من انواع الأسنان يساعد ليس فقط على مراقبة تقدم حالة طفلك الصحية العامة ولكنه أيضا يعلم الوالدين كيفية التعامل مع تحديات الرعاية المنتظمة للعناية بفم الاطفال وتعزيز نظافة فم صحية وسليمة لديهم مستقبلاً .