بينما تقدم العديد من حسابات اليوتيوب محتوى ثري وعالي الجودة في مختلف المجالات، قد تواجه تحديًا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع مقاطع تحتوي على كلمات أو مواقف مخالفة للشريعة الإسلامية. فكيف يجب التعامل مع هذا الوضع؟
وفقاً للمفسرين المسلمين، فإن الواجب الأساسي هو تفادي المجالس التي يتم فيها التقليل من حرمات الله وتجاهلها. وقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى قائلاً: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسيك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" (الأنعام: 68). يشرح الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (رحمه الله)، أن هذا النص يعني أنه ممنوع جلوس المرء بين هؤلاء الأشخاص ما لم يكن قادراً على تغيير المنكر عبر الإرشاد والإصلاح.
ويشدد العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) على أنه ليس جائزاً لأي شخص أن يحضر اجتماعات تحمل مظاهر المنكر بطريقة اختيارية بدون الضرورة. وفي معرض ذكر مثال لقرار عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) بجلد مجموعة كانوا يشربون الخمور -بما في ذلك رجل معروف بصيام يوم كامل- عبر التأكيد الأدبي حول قوله عز وجل: "وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنَّ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِه". وهذا يدلل على أن مجرد التواجد أثناء ارتكاب هذه الأعمال يعد نوعاً من مشاركتها.
ومن ثم، بناءً على تعليمات الدين الإسلامي، فإن مشاهدة هذه المحتويات ليست مستحبة إلا فيما يلي:
- عند القدرة على الحصول على معلومات مهمة وفوائد معرفية منها بشكل صريح وبشكل لا يمكن الوصول إليها من خلال موارد أخرى أكثر صلاحية.
- ولكن هنا شرط أساسي وهو عدم التعرض لاستماع أي جزء من المحتوى المتضمن للمعاصي والمعاصي الكبيرة مثل الكفر حسب اعتقاد الشخص نفسه، حيث يجب اجتنابه تماماً وعدم قبوله تحت أي ظرف. ويجب أيضاً توخي الحذر لتجنب الوقوع وسط مثل هذه المواقف قدر المستطاع وحماية النفس والعائلة منه.
وفي النهاية، وضعت هذه التعليمات لتكون مرشداً واضحاً لنا جميعاً بشأن كيفية التصرف بشأن استخدام وسائل الإعلام الحديثة بعقلانية واحترام للقيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة.