في مجتمعنا الإسلامي، يعتبر الأخذ بالدين من الكتاب والسنة أمرًا ضروريًا ومقدسًا. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن فهم واستنباط الأحكام الشرعية ليس عملية بسيطة يمكن القيام بها من قبل الجميع بشكل فردي. إن المتطلبات اللازمة لفهم النصوص الدينية وتحليلها والاستنباط منها مستوفاة فقط لدى العلماء المهرة.
العامة ليس لديهم القدرة الكافية لإصدار أحكام شرعية دقيقة وموثوقة بشكل مستقل. هذا هو السبب وراء وجود فقهاء متخصصين، حيث يتمتع هؤلاء الأفراد بخبرة عميقة في مسائل العقيدة والشريعة والفلسفة الإسلامية. إنها مهارة تتطلب تعليمًا مكثفًا وتدرّبًا خاصًا لم يكن متاحًا دائمًا للمجتمع ككل عبر التاريخ.
يجسد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول الرجل الذي توفي نتيجة اغتساله أثناء مرضه حالة واضحة حيث تم أخذ حكم بالسطح دون مراعاة الأدلة الأخرى التي ربما كانت تسمح برخصة معينة. هنا، يكشف الحديث عن حاجتنا الملحة لتوجيه الخبراء للحصول على تفسير صحيح للأدلة المقدمة في الكتاب والسنة.
على الرغم من اختلاف القدرات بين الناس، فقد أثبتت التجارب العملية صعوبة التعامل مع الأمور الطبية الخاصة بالطهارة والصلاة بدون الرجوع لأصحاب الاختصاص. بعبارة أخرى، تعتبر المعرفة العلمية ظاهرة خاصة تحتاج وقتاً طويلاً للتطور والحفاظ عليها. وفي الواقع، ربما لن تتمكن مجموعة كبيرة من طلاب العلوم الدينية من الوصول لحلول نهائية لقضية واحدة فقط. لذلك يصعب تصور قدرة عامة الشعب علي اكتساب المهارات والمعارف الضرورية للقيام بهذا النوع من التحليل بأنفسهم بدقة مطلقة.
وفي ظل هذه الحقائق، ظهر نظام التعليم التقليدي داخل المجتمع الإسلامي الذي يشمل المدارس الفقاهية المختلفة والتي تضمنت مذاهب كالشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية بالإضافة الي العديد الاخرى خارج حدود المذهب الرسمي .
هذه المؤسسات الأكاديمية أسست الطريق أمام تنامي الفقهاء المحترفين الذين طوروا فهمهم الخاص للكتاب الكريم والسنة المطهرة ومن خلال خبراتهم المشتركة, صنعوا القاعدة الأساسية للأحكام المستمدة منهما – مما ساعد ايضا في تطوير التفسيرات المناسبة للمبادئ والقوانين الجديدة الناشئة عن الحياة اليومية.
ومن الجدير بالملاحظة أنه وعلى الرغم من كون أغلب العلماء رجالًا كما تقول الأقليات المنتقدة, فان الكثير منهم يشاركون مشاركة فعلية فى دعم وتعزيز حقوق النساء وتمكينهن اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. وهناك العديد من الأمثلة التاريخية للحالات التي تدعم موقف العلماء تجاه قضاياهم العادلة والدفاع عنهانا دفاع مستمر منذ قرون عدة مضت وحتى يومنا الحالي أيضا ! لذا فإنه ينضح عدم منطقية الادعاء بأن الاخيار متحيز ضد المرأة ويتجاهلون مصالحها عند اصدار فتاوى جديدة تتعلق بوضعها الاجتماعي او القانوني المصرح به اسلاميًا !.
لذلك ، فلنتذكر دائماً بأنه بغض النظرعن جنس الشخص فهو مسئول امام نفسه وجهده وجهوده الخاصة لتحقيق هدف اكيد : الحصول على فهم صحيح وشامل للعقائد الاسلامية وفروعها المختلفة بما فيها التشريعات المرعية الاجراء حاليا وحسب الظروف الزمانية والمكانية الملائمة لهذا البلد او ذاك ضمن السياقات الثقافية والتاريخية ذات الصلة بالموضوع تحت نظر الرأي العامالعربي والعالمي ).
ويمكن تلخيص الحل المقترح لهذه الحالة بالتالي:
- توضيح اهم دورالعلم مقارنة بالحياة الاجتماعية العامة : إيصال رسالة مفادها ان "علم الشريعة" مشابه لباقي العلوم التطبيقية مثل الطب الهندسة وغيرهما اذ انه يحتاج لدورات متخصصة تمتد سنوات طويلة جدا قبل بلوغ درجة الاحتراف الكاملة وبعد اجتياز تلك المرحلة الاولى يصبح قادراً بصورة فعالة لإرشاد الآخرين نحو طريق الحق والخير والخلاق حسب رؤيته الشخصية بناءً على دراسته المكثفة وبحثاته المكملة لاحقا .
- زيادة الدراسية الذاتية : تشجيع افراد الاسرة الذهنيين بإعادة دراسة عدد صغير نسبيا من سور القرآن الكريم واسفار الحديث النبوي الشريف بهدف اختبار مديات تفطنهم لات