هل يجوز الامتناع عن العلاج عندما يحتمل الجسم المرض؟ فتوى مبنية على حديث نبوي مزيف

على الرغم من انتشار هذا الحديث الشائع والذي يدعو إلى ترك العلاج عند ظهور علامات المرض، إلا أنه لا يمت بصلة للسنة النبوية المطهرة حسب الدراسات التاريخي

على الرغم من انتشار هذا الحديث الشائع والذي يدعو إلى ترك العلاج عند ظهور علامات المرض، إلا أنه لا يمت بصلة للسنة النبوية المطهرة حسب الدراسات التاريخية والفقهية. يعود نسب هذا الكلام إلى حيّان بن أَبجر الأكبر، وهو راوي حديث مشهور ولكنه ليس أحد الصحابة بل تابعي معروف بالطب وليس بالحديث.

ورد النص في "معجم الطبراني" باسناده صحيح بسند يتضمن الرواة الثقات مثل محمد بن عبد الله الحضرمي وسعيد بن يحيى الأموي والأعمش وغيرهم ممن عرفتهم كتب الحديث كروايات موثوقة. ومع ذلك فإن كون الشخص طبيباً أو عاملاً في المجال الطبي لا يعني بالضرورة أنه مصدر للحكمة التي يمكن اعتبارها تشريعاً دينيًّا.

في الإسلام، نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن اليأس والاستسلام للمرض، وقال:"لا عدوى ولا طيرة". كما أكدت السنة التشغيلية المشتركة بين المسلمين والتي تسمى العبادات التطوعية أهميتها وعظم قدرها حتى أن الله عز وجل وعد بالعافية لمن يصوم يوم الاثنين والخميس والدليل موجود لدى الشيخ الفقيه ابن باز رحمه الله. إن الجمع بين الأدوية الروحية والمادية أمر مشروع ومبارك حيث يؤمن المسلمون بأن كل شيء خاضع لحكمة الرب سبحانه وتعالى الذي لديه علم الغيب وحده.

وفي النهاية يجب التأكد دائماً من سلامة أي نص نسبه للأحاديث قبل وضعه ضمن معتقدات المرء الدينية والتزاماته العملية خاصة بهذا الأمر الخاص بالحياة والصحة، فعلى المؤمن الرجوع دائمًا لأصحاب العلم والثقة والمعرفة الواسعة بالأثر النبوي لتأكيد صدقية أي قول نسبت إليه عليه السلام.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات