يُعتبر القلب مركز النشاط الحيوي داخل جسم الإنسان، وهو مسؤول مباشرةً عن ضخ الدم الغني بالأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم وأنسجته. هذه الوظيفة الحيوية تشكل أساس البقاء والصحة العامة للإنسان. يقع القلب في وسط الصدر خلف القص ويبلغ وزنه حوالي 250 غراماً لدى الرجال و180 غراماً لدى النساء. هذا العضو المتضخم يأخذ شكل مخروطي مع القمة التي تتجه نحو الأعلى نحو الفك السفلي قليلا.
يعمل القلب كمحرك دقيق يقوم بتوزيع بلا توقف ما يقرب من خمس لترات من الدم كل دقيقة خلال الراحة. هذا يشمل الأوكسجين والمواد المغذية اللازمة لخلايا الجسم بالإضافة إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأخرى. يتم تنظيم عملية الضغط بشكل مثالي بواسطة نظام كهربي خاص يسمى "النظام البطيني". هذا النظام ينظم نبضات القلب المتكررة والتي يمكن قياسها عادة بين 60-100 مرة بالدقيقة للشخص الصحي.
بالإضافة إلى دوره الرئيسي في الدورة الدموية، يلعب القلب أيضاً دوراً هاماً في الجهاز المناعي للجسم. فهو يعمل كمصفاة للدم وتنظيف اللمفاوية مما يساعد في مكافحة العدوى والحفاظ على الصحة العامّة. كما أنه يحتوي على خلايا خاصة تقوم بإنتاج هرمونات مختلفة مثل الرينين والببتيد natriuretic، وهذه الهرمونات تلعب أدواراً حاسمة في التحكم في ضغط الدم وضغط الدم الشرياني.
وفي النهاية، فإن أهمية القلب تكمن ليس فقط في قدرته التقنية على نقل الأوكسجين ومستلزماته عبر الجسم بل أيضا في تأثيره المتعدد الجوانب على العديد من العمليات البيولوجية المسؤولة عن حياة الإنسان الصحية والسليمة.