في الإسلام، تعتبر نقل الأمور المسلمة واحدة من الأمانات التي يجب احترامها وتنفيذها. عندما يُطلب من شخصٍ ما إعادة رسالة سلام إلى آخر، فهو مُلتزم بنقل هذه الرسالة طالما أنه قبل مسؤوليتها صراحةً. وفقاً للشريعة الإسلامية، حفظ الأمانة واجباً أساسياً، وهذه هي الحالة هنا حيث يتم اعتبار إيصال السلام كنوع من أنواع الأخبار والأمانات.
إذا قيل لشخص "سلم لي على فلان"، ولكنه لم يعترف رسمياً بأنه سيقوم بهذا العمل، فليس هناك التزام شرعي لإيصال الرسالة حسب العديد من الفقهاء المسلمين. ولكن لو كان الشخص قد قبِل عبء إيصال هذه الرسالة بالفعل، سواء بشكل ضمني أو صريح، عندئذٍ يكون ملزماً بإتمام المهمة لأنه حمل أمانة.
لكن الظروف الخاصة والمفسدة المحتملة تلعب دوراً هاماً أيضاً. إذا كان توصيل السلام يمكن أن يؤدي إلى مشاكل شخصية أو خلاف داخل الأسرة، فقد يكون التفادي أمراً مشروعاً حتى وإن تم قبول المسؤولية في الأصل. السبب يكمن في قاعدة مهمة في الفقه الإسلامي تسمى "درء المفاسد" والتي تشجع دائماً على تجنب الوقوع في المشاكل أو الضرر.
على سبيل المثال، في حالتك، إذا شعرت بخلاف محتمل مع والدك نتيجة لإعادة تلك الرسالة، فأنت غير ملزم قانونياً بالإبلاغ عنها بناءً على نفس تلك القاعدة. إلا أنه ينصح بعدم القبول الرسمي لنقل الرسائل عندما ترى أنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية.
وفي النهاية، من المهم فهم أن تعزيز العلاقات الاجتماعية والعلاقات الطيبة مع الآخرين أمر مطلوب أيضاً في الثقافة الإسلامية. لذلك، بينما ليس هناك حكم صارم ضد عدم الإبلاغ تحت ظروف معينة، إلا أن المحافظة على روح التواصل والتقدير الاجتماعي يجب أن تسترشد بها القرارات.