يجوز للمسلمين الذين لديهم القدرة المالية (النصاب) تقديم زكاتهم مبكراً خلال العام، وهذا ما ورد في الحديث الشريف عن قبول الرسول صلى الله عليه وسلم طلب العباس لتقديم زكاته قبل حلوله. كما يسمح بتقدير الزكاة حتى وإن كانت قليلة أثناء الحسبة الشهرية، مع تقدير كامل لها لاحقاً.
بالنسبة لسؤالك حول تقاضي الزوج وزكاة زوجته، فالأمر جائز شرعاً بشرطين رئيسيين: أولاً، يجب توافر النية لدى المزكي بأن تلك الأموال هي زكاته الخاصّة. وثانياً، موافقة المستفيدة الأصليّة وهي زوجتك هنا على هذا التقدير نيابة عنها. حيث يؤكد العديد من الفقهاء مثل الإمام أحمد وأبي حنيفة والشافعي وابن قدامة وغيرهم على ضرورة معرفة صاحب المال وتوكيله الآخرين لإخراج الزكاة بدلاً منه. وقد بين فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن الزوج يستطيع إخراج الزكاة عن زوجته بناءً على إذنها الصريح.
على الرغم من عدم وجوب تضمين اسم كل فرد مستحق للزكاة داخل نفس العمل الخيري نفسه وفق بعض الآراء، إلا أنه ليس هناك مانع أدبي أو قانوني ضد الجمع بين عدة أعمال خيرية متعددة ضمن عمل واحد كبير طالما تتواجد النيّة المناسب لكل جانب فيها كما ذكرنا سابقاً. لذلك، حين يقوم الزوج بإخراج جزء من أموال زوجته كجزء من مجموع تجمع لديه لعمل خيري عام، فإن له أجره والثواب المقابل لهذه الأعمال الطيبة التي تشمل أيضًا محاسنة المعاملة مع شريك حياته. ويستند الأمر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يقول "إنَّ لك ألّا تنفق نفقة تبغي بها وجه اللّه إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة" مما يعني أنه سيحصد الجزاء العظيم مقابل أي مجهود يبذله بغرض التقرب والاستكانة لنعم رب العالمين عزوجل مهما صغر حجم المساعدة المقدمة سواء كانت لصاحبه شخصياً أو لشخص آخر برضا الطرف الثاني.
وفي نهاية المطاف، يعتمد الموضوع بشكل أساسي على اتفاقكما المتبادل وعلى عقلك الداخلي المحمل بالنية القوية عندما تقوم باستلام والتبرع بهذه الأموال باسمك وباسمها أيضاً أمام عينيك وفوق قلبك.