فيما يتعلق بموضوع ممارسة الفنون القتالية، خاصة تلك التي تشتهر بها الثقافة التايلاندية المعروفة باسم "المواي تاي"، يعود الأمر أولاً وفوق كل شيء إلى مدى امتثال هذه الممارسات للأحكام الشرعية. يجب أن تكون النشاطات خالية تمامًا من أي أعمال محظورة شرعاً، والتي تتضمن ضمنياً:
- ارتكاب المحرمات - مثل التعرض لأذى جسدي خطير عبر الضرب في الوجه أو الرأس، والذي يعد فيه الضرر ممنوعًا حسب الحديث الشريف "(لا ضرر ولا ضرار)".
- تعريض العورة للخطر - حيث تعتبر منطقة الجسم الواقعة بين السرّة والركبتين عورة بالنسبة للذكر.
- الاختلاط غير المناسب للجنسين، وهذا يشمل تدريب النساء بشكل خاص.
- الإلهاء عن الواجبات الدينية، بما في ذلك ترك الصلاة أو الانقطاع عنها.
- غياب الأخلاق الحميدة والإرشادات الروحية، متجنبين بذلك الأفكار الغريبة والعروض المرتبطة بالدين الوثني.
- الامتناع عن استخدام الموسيقى والأدوات المشابهة للمزامير خلال جلسات التدريب، نظراً لحكم التحريم الذي صدر بشأنهن من قبل علماء الدين الإسلامي.
بعد التأكد من توافر جميع هذه الشروط، تصبح ممارسة النوع الصحيح لهذه الفنون مجازفة بلا خلاف وفقًا للشريعة الإسلامية. ومع ذلك، يحذر الفقهاء المسلمين من الوقوع تحت تأثير الأمور المضادة للإسلام حال وجود احتمالات للتنجيس والصراعات الداخلية والخارجية المحتملة داخل المجتمع المديني والسياسي والديني العالمي أيضًا. وبالتالي، ينصح الخبراء بتوخي الحذر الشديد والتأكيد على ترسيخ أسس عدالة أخلاقية صحيحة وخلق روح تنافس بناء وسط بيئة عملية محفزة وتحترم الأعراف الاجتماعية والقانونية لكل دولة. وفي نهاية المطاف، يبقى القرار النهائي بشأن مواصلة مسيرة التعليم مرتبطٌ بحسن طرح الاستنتاجات العلمانية المستندة لتوجيه الحقائق التاريخية والحقيقة الذاتية تجاه الواقع الحالي وحماية مصالح الطامحين للحفاظ عليها مستقبلًا. لذلك فهو موقف يحتاج لنضج عقلي وروحي مرتكزٍ على فهم عميق لقواعد دينهم وشرائعه المقدسة كمصدر إلهام وليس مجرد مرجع ثقافي حرفي فقط!