يعدّ سكر الحمل حالة طبية شائعة خلال فترة الحمل قد تؤثر بشكل كبير على صحة الأم والجنين إن لم تتم إدارتها بشكل صحيح. هذا النوع من السكري يحدث عندما يقاوم جسم الحامل الإنسولين استجابةً لارتفاع مستويات هرمونات معينة أثناء الحمل، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم. يمكن أن يشكل سكر الحمل تهديداً للأم وجنينها بعدة طرق سنستعرضها أدناه.
أولاً، يمكن أن يساهم سكر الحمل غير المنضبط في زيادة وزن الطفل عند الولادة بسبب زيادة تناول الجلكوز عبر المشيمة. الأطفال الذين ولدو لأمهات مصابات بسكر الحمل غالباً ما يكونوا أكثر عرضة للسمنة وضغط دم مرتفع وأمراض أخرى مرتبطة بالسمنه فيما بعد في الحياة. كما أنه قد يعرض هؤلاء الأطفال لخطر الإصابة بداء السكري لاحقًا أيضًا.
ثانيًا، يمكن لسكر الحمل التأثير سلبياً على عملية النمو والتطور الطبيعية للجنين. الدراسات أظهرت احتمالية أعلى للإجهاض المبكر وفي العيوب الخلقية مثل متلازمة القلب الدودية وغيرها لدى الأجنة التي تعرضت لصحة أم مريضة بسكر الحمل. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر واضح لتأخير النمو داخل الرحم والذي يمكن أن ينجم عنه ولادة جنين صغير بالنسبة لعمره الزمني.
بالإضافة لذلك، تشير بعض الأدلة العلمية الحديثة إلى احتمال وجود رابط بين التعرض لسكر الحمل والإصابة باضطرابات الجهاز العصبي المركزي عند الأطفال حديثي الولادة. هذه الاضطرابات قد تتضمن خلل الوظائف الرئيسية للنظام العصبي كالتنشيط والحركة وردود الفعل الاستباقية والقابلية للتوتر الشديد.
لذا فإن الوقاية والعناية المنتظمة بالسكري للحوامل هي أمر حيوي لحماية الأم والطفل المشكل. يُوصَى بإجراء اختبار لكشف سكر الحمل عادة حوالي الأسبوع الخامس والعشرين من حمل المرأة معرضة للمخاطر. بمجرد التشخيص، سيعتمد العلاج عادة على نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة ومن ثم استخدام الإنسولين إذا اقتضى الأمر. بتطبيق الرعاية الصحية المناسبة، تستطيع معظم النساء المصابة بسكر الحمل تجنب الكثير من الآثار الجانبية الضارة لها ولكنهن أجنهن القادمين.