يعاني العديد من الأفراد من ظاهرة تُعرف بسخونة الأطراف التي غالبًا ما تكون مربكة ومزعجة. هذه الحالة يمكن أن تتراوح بين مجرد شعور بسيط بحرارة خفيفة إلى درجة تشعر فيها بالألم الحاد. هناك عدة عوامل بيولوجية تساهم في هذا الظاهرة التي قد تحتاج لتفسير علمي لفهمها بشكل أفضل.
الأولى هي اختلال الدورة الدموية. عندما ينقذ جسمك الطاقة عن طريق تقليل تدفق الدم إلى الأعضاء غير الأساسية مثل اليدين والقدمين، قد يؤدي ذلك إلى برودة هذه المناطق بدلاً من حرق المزيد من الطاقة للحفاظ عليها دافئة. ولكن إذا كان الجسم يعمل بكفاءة عالية بسبب النشاط البدني الشديد مثلاً، أو تحت الضغط العصبي، فقد يحدث عكس ذلك تماماً؛ يزيد تدفق الدم إلى الأطراف مما يتسبب في الشعور بالسخانة.
العامل الثاني هو التأثير المتبادل بين الجهاز العصبي المركزي وجهاز تنظيم الحرارة في الجسم. بعض المشكلات الصحية المرتبطة بنظام الأعصاب مثل متلازمة العصب القطني أو مرض باركنسون، يمكن أن تؤثر على القدرة الطبيعية للجسم على التحكم بدرجة حرارته. هذا يمكن أن يؤدي أيضاً إلى زيادة في حساسية الجلد للحر دون سبب واضح.
بالإضافة إلى ذلك، الأمراض الأخرى كداء السكري وفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) لديها تأثير مباشر على قدرة الجسم على تحمل درجات الحرارة سواء كانت مرتفعة أو منخفضة. بالإضافة إلى ذلك، الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الأمراض قد تؤدي أيضا إلى تغيير مستويات تركيز المواد الكيميائية المختلفة داخل الجسم والتي تلعب دوراً هاماً في عملية تنظيم درجة الحرارة.
وفي النهاية، فإن الاختلاف الفردي في كيفية تعامل كل شخص مع تغيرات درجة الحرارة له دور كبير في تحديد مدى تعرض الشخص لسخونة الأطراف. الأشخاص الذين يعيشون في مناطق ذات طقس معتدل وقد اعتادو على البرودة قد يشعرون بسرعة بالسخانة مقارنة بأولئك الذين عاشوا دائمًا في أماكن أكثر دفئا. كذلك، الصحة العامة العامة والعمر وحتى النظام الغذائي اليومي لكل فرد لها تأثير ملحوظ في هذا الجانب.
إذا كنت تعاني باستمرار من سخونة الأطراف وتؤثر سلبياً على حياتك اليومية، استشر طبيبك للتأكد من عدم وجود حالة صحية أساسية كامنة. فقط بعد فحص شامل ووضع التشخيص الصحيح يمكنك الحصول على العلاج الأنسب لحالة خاصة بك.
