فيما يتعلق بتعلم اللغة اليابانية أو تعليمها، فإن الأصل في ذلك هو الجواز، بل قد يكون مطلوبًا ومستحقًا للثواب إذا ترتب عليه مصلحة دينية أو دنيوية، مثل الدعوة إلى الله، الرد على شبهات الطاعنين في الإسلام، أو تعليم الناس علماً دنيوياً نافعاً.
ومع ذلك، فإن تعليم اللغة لمن يستخدمها في الحرام أمر محرم، وذلك استناداً إلى قول الله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" (المائدة: 2). بناءً على هذا، إذا علمت أو غلب على ظنك أن المتعلم سيستخدم اللغة في الحرام، فلا يجوز تعليمه. أما إذا لم تعلمي أو يغلب على ظنك ذلك، فلا حرج في تعليمه.
يجب التنويه إلى أن تعليم اللغة لمن يستخدمها في الحرام يشبه بيع العصير لمن يعتقد أنه سيستخدمه في صنع الخمر، وهو محرم. وبالتالي، إذا علم البائع قصد المشتري بذلك، سواء بقوله أو بقرائن مختصة به، فإن البيع يصبح محرماً ويبطل. أما إذا كان الأمر محتملاً، مثل شراء شخص لا يعلم أو يعمل الخل والخمر معاً دون إشارة إلى إرادة الخمر، فالبيع جائز.
هذا الحكم ينطبق على جميع الأمور التي تُقصد بها الحرام، مثل بيع السلاح لأهل الحرب أو قطاع الطريق، أو بيع الأمة للغناء أو إجارتها للغناء، أو إجارة دار لبيع الخمر فيها. كل هذه الأمور حرام والعقد باطل.
لا يلزمك سؤال المتعلم عن سبب تعلمه، لأن الأصل جواز التعلم كما سبق. والله أعلم.