في الإسلام، تعتبر النية شرط أساسي لصحة أي عمل عبادة. كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات". ولذلك، يُشترط لصحة العبادة أن تكون النية متأكدة ومقدسة، وأن يكون المُكلّف عزيمًا على إكمال العملقدر طاقته واستطاعته.
وعند دخوله في عبادة، يجب أن يكون الشخص مُقررا ومُحكما في نواياه، اعتمادا على حالة الاستطاعة التي لديه عند بدء العبادة. وعليه، ليس هناك حاجة للشروع في أعمال عبادی دون القدرة علی اكتمالها؛ فقد أكّد الشرع على أهمیة الاعتماد علی الوقائع والمواقف الفعلية وليست الاحتمالات أو التوقعات للمستقبل.
على سبيل المثال، المرأة التي ترغب في الصوم خلال شهر رمضان ولكن تخشى نزول حيضها، لا يمكنها التفريط في واجبات الصوم بناءً على احتمال وقوع لذلك. وبالتالي، ينبغي عليها بدأ الصيام حتى يحین الوقت الذي تجده الدم حیضاً فيها؛ فالاعتبار الشرعی یکون بموجب الواقع وليس بالتوقع لما ربما يحدث لاحقاً. وهذا الأمر يسري أيضا بالنسبة لأولائک الذين لديھم نية للسفر مثلاً، حيث یجب عليهم الانتظار حتی يتم تنفيذ قرار الرحیل قبل تناول الطعام خارج حدود نهاررمضان .
وفي النهاية، يجب التأكد دائماً بأن المسألة ليست مجرد توقعات أو افتراضات حول ماذا قد يحدث، إنما الامور قائمة علي واقع الأمور فی الوقت الحالي وعلي أساس هذه القاعدة المبنية علی العلم والإعتقادات والتفكيرات المقيدة بالأدلة والمعايير المشروعة.