الحمد لله الذي أنزل كتابه شفاء لما في الصدور، جاء الإسلام بتشجيع استخدام الرقى الشرعية كوسيلة للعلاج، وفقاً لسنته المطهرة. تعددت أنواع الرقى بين القرآن والأحاديث والأدعية المشروعة، ومع ذلك فقد أكد علماء الدين مثل الشيخ ابن باز رحمه الله أنها تتم "بالقرآن، وبالدعوات الطيبة". إن اختيار الرقية يجب أن يأتي مع الرجاء في قبولها من عند الله والشعور بالأمل في الشفاء.
ومن أهم تلك الأدعية هي سورة "الفلق"، التي تحمل تأثيراً روحياً وثبت فعاليتها باستمرار منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أمرنا بها قائلاً: "ألا أخبركم بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قل أعوذ برب الفلق". هذه السورة المباركة تشمل دعاء للاستغاثة والدفاع ضد مختلف أشكال الشر والضرر المحتملة. كما ذكر المؤرخ الكبير ابن القيم رحمه الله تفاصيل حول كيفية عمل السورتين "الفلق" و"الناس"، موضحاً مدى شموليتهما وقدرتهما الفائقة لمقاومة كافة مظاهر الظلم والسلبية.
بالإضافة لذلك، هناك عدة نصائح عملية مرتبطة بهذا الموضوع منها مواصلة قراءة القرآن والتوجه نحو الأمور الصالحة والإحسان فيها بشكل مستمر، خاصة سورة البقرة. بالإضافة إلى التفاؤل بصلاح الذكر والاستغفار والصلاة والتسبيح، وكذلك الصدقات الخيرية وكل أعمال البر والخير الأخرى. أخيراً وليس آخراً، نوصي الأخوات المحافظة على التعويذ بسوره "الفلق" و"الناس" صباح مساء أثناء النوم، وزيارة دار الحديث حسب القدرة والقرب المكاني. وعلى الرغم مما مررتِ به مؤخراً مما يوحي بأنه اختبار وصبر فقط، إلا أنه يمكن اعتبار رؤيتك لتلاوتكما لتلك السورتين رسالة تحفيز لإظهار قوة إيمانك واتخاذ الخطوات المناسبة بناء على توجيهات دينك الحنيف. نسأل الله عز وجل الصحة والعافية لكل المسلمين والمؤمنين والمؤمنات.
