وضع أصابع اليد أثناء القراءة القرآنية في الصلاة: تفصيل أحكام الشريعة

في سياق تشكيل أداء الصلاة، يُشدّد علماء الفقه على ضرورة التركيز والاستماع لما يتم تلاوته خلال هذه العبادة المقدسة. وقد أكدت العديد من الآيات القرآنية

في سياق تشكيل أداء الصلاة، يُشدّد علماء الفقه على ضرورة التركيز والاستماع لما يتم تلاوته خلال هذه العبادة المقدسة. وقد أكدت العديد من الآيات القرآنية على هذا الجانب، حيث يؤكد الله عز وجل في سورة الأعراف "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" (الأعراف: 204). كما تؤكد الآية الكريمة في سورة الصافات على تدبر كتاب الله ومراعاته قائلة: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب".

بالنظر لهذه التعليمات الربانية، يمكن القول إن رفع الأصابع -مثل سبابة واحدة نحو الأعلى عندما تمر بمقطع قرآن يتعلق بالرحمة أو العذاب- ليس بالأمر المستحب أو المستحب في الإسلام. رغم انتشار ممارسة مماثلة لدى البعض لتوضيح مدى التأثر بما يسمعه، إلّا أنها ليست مستندة لأي حديث نبوي شريف ثابت ولم يكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد قام بها قط. وبالتالي فإن القيام بذلك يعد بدعة. حتى وإن تم قياسه على وضع الأصابع في التشهد، فهو اعتقاد خاطئ حيث أن تركيب الصلاة وفقا لما شاهدوه من سنة رسول الله هي أساس اتباع نهجه. كما ورد في الحديث النبوي "صلوا كما رأيتموني أصلي"، والذي ينسف أي محاولة لاستحداث طقوس جديدة في الصلاة بدون دليل شرعي واضح.

بالإضافة لذلك، يجب التنبيه هنا إلى نقطة مهمة جدا وهي عدم تضمين أذكار خاصة مثل "سبحانك" وغيرها أثناء قراءة الإمام إلا عند توقفه للدعاء فقط. فالتركيز المطلق للاستماع للقراءة هو الواجب، وهذا الأمر يشمل سواء كنت مصليا منفرداً أو ضمن مجموعة خلف إمامكم. وفي حالة وجود فترة هدوء بسيطة بسبب دعوات الإمام، حين ذاك يمكن للإمام والمصلي المنفرد والسائر خلف أحد المصليات تعزيز ارتباطهما الروحي عبر الدعاء كما يرغب كل شخص بناءً على فهمه وتطبيقاته الشخصية بشرط ألّا تتجاهل العملية الرئيسة والمتمثلة بالإصغاء للتلاوة. وينطبق ذات الرأي أيضا فيما إذا كانت تلك الفترة مؤقتة نتيجة خطأ ارتكبه قارئ المصحف أثناء سرد آیاته.

وفي الأخير، يستحق التأكيد حرصا منهجة مذهبة التي تحظر بشدة إضافة أمور غريبة لم تسبقها مواثيق دينية معترف بها داخل منظومة الشرائع الإسلامية. وهو جانب معمول به واحتراماً لسيرة النبي الكريم والفقة الديني العام لحالة المسلم ومكانته أمام الخالق الرحيم المتعال. وأخيراً نقول انه لكل عبادة فضائل وثواب كبير ولكنه مرتبط باتباع طرق واسلوب معروف ومعروف ومعلن عنه بشكل كامل وآنيء ودقيق حسب وصايا وتعليمات ديننا الاسلامي الحق.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات