في الحديث عن طول النبي آدم الذي بلغ ستين ذراعًا، وكيف يمكن الربط بين هذه المعلومة والحجم الحالي للكعبة المشرفة، يجب التنويه أولاً إلى أنه لا يوجد دليل قطعي حول شكل الكعبة وظاهرها منذ خلقها حتى وقت بناء إبراهيم عليه السلام. لذلك، يحذر علماء الدين من التكهنات التي تتخطى حدود المعرفة الدينية والثابتة تاريخياً.
وفقًا لما جاء في الأحاديث الشريفة والسنة النبوية، هناك عدة فرضيات حول بناة الكعبة الأصلية، بدءا من الملائكة مرورًا بالنبي آدم ثم إبراهيم عليهما السلام. ولكن بغض النظر عن الشخص الذي قام ببنائها أصلاً، فإن المعلومات المتوفرة أمامنا لا تكشف لنا عن حجم الكعبة قبل عصر إبراهيم عليه السلام. وبالتالي، فإن محاولة تحديد إذا كانت الكعبة القديمة أكبر مما هي عليه الآن تعتبر نوعاً من التحليل الفلسفي غير الضروري.
كما يؤكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، "من عرف شيئاً فليقل به، ومن لم يعرف فليقل الله أعلم"، مشددًا على أهمية عدم الزيادة في المعلومات خارج نطاق الوحي والنقل الثابت. وهذا يعني ترك الخوض في التفاصيل التي ليست ذات أهمية عملية أو عقائدية للمسلمين.
باختصار، بينما يعد الحديث عن طول آدم مثيرا للاهتمام من الناحية التاريخية والدينية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بحجم الكعبة السابق لبناء إبراهيم عليه السلام، فنحن نواجه تحديًا نظريًا بلا أساس ثابت في النصوص المقدسة. إن التركيز ينبغي أن يكون على جوانب الإيمان والأعمال العملية بدلاً من الاجتهادات العلمانية التي لا تقدم أي فوائد عملية للتدين الإسلامي.