في سياق الهوية الإنسانية المتعددة الجوانب، يبرز "عيد الأم"، وهو احتفال عالمي يعبر عن تقدير واحترامدور المرأة كمصدر للحياة والحنان والحكمة. هذا الحدث السنوي ليس مجرد يوم للتبادل الهدايا والتجمع العائلي، ولكنه رمز حي للتاريخ الثقافي والديني العميق.

خلفية نشأة "عيد الأم":

نشأت فكرة الاحتفال بالأم لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن تنوع طريقة الاحتفال بهذا اليوم بشكل ملحوظ حول مختلف دول العالم. على سبيل المثال، تعد الصين أول دولة غير أمريكية تحتفل بعيد الأم منذ عام 1905، فيما تقيم كوريا الجنوبية وتايوان عطلة رسمية للاحتفال بالجميع الأجداد وليس فقط الأمهات. وفي حين تحتفل أغلب الدول الأوروبية بعيد الأم في ثاني أحد من مايو، فإن الدول العربية وبعض البلدان الآسيوية تختاره الثالث عشر من مارس. هذه الاختلافات توضح مدى ارتباط عيد الأم بتنوع التاريخ والثقافات المحلية لكل بلد.

الرمزية الروحية لعيد الأم:

ليس الأمر مجرد مناسبة اجتماعية فقط، وإنما يحمل أيضاً زوايا روحية عميقة خاصة بالنسبة للدين الإسلامي. الإسلام يؤكد دوماً على مكانة الأم ويطلب البر بها برغم أنها ليست فريضة إلزامية لكنها مستحب ومشروع حسب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. كما ورد في القرآن العزيز: "وقضى ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً". كذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"الجنة تحت أقدام الأمهات." مما يدل على أهمية التربية والمودة التي تقوم بها الأم نحو أبنائها والتي تؤدي بدورها لجنة رضوان الله سبحانه وتعالى.

الطرق المختلفة لاحتفالات عيد الأم حول العالم:

يتخذ شكل وشكل الاحتفال بعيد الام أشكال كثيرة ومتنوعة بحسب الأعراف الاجتماعية والتقاليد الخاصة بكل مجتمع. إليكم بعض تلك التفاصيل:

* تايلاند: يحتفلون بعيد عيد ميلاد ملكتهم المعروفة بإسم ""سريكيوت"" والذي صادف الثامن والعشرين من يونيو عام ١٩٣٢.

* إثيوبيا: تجمع الأسر الإثيوبية كافة أفرادها لإقامة مهرجان ضخم يقام وفق موسم الفصول حيث تقدم لهم الولائم الموسيقى الشعبية وغيرها من مظاهر الفرحة.

* المملكة العربية السعودية: تتجه المملكة نحو تنظيم فعاليات ثقافية وفنية وعروض أدبية متخصصة تستعرض دور الامومة عبر التاريخ العربي القديم والمعاصر مما يساهم بتعميق فهم الأطفال لأسرار الحياة وما تحمله من رسالة سامية للقِيَم الإنسانية الخالدة.

وفي نهاية المطاف، يبقى "عيد الأم" محطة سنوية هامة تعكس احترام الجميع لدور المراة العملاق كأم وكأمومة تجاه الآخرين بصورة عامة وبصورة خاصة تجاه أبنائها الذين هم جزء منها ومن روحها الراقية . فهو وقت مناسب للتذكير بواجباتنا تجاههن وأن ندرك حقائق حياتنا بأنفسنا وكان هناك من يرعانا قبل ولادتنا وبعدها حتى وصلنا لهذه المرحلة العمرية!