في الشهر الرابع من الحمل، يمر جنينك بتغيرات سريعة ومتنوعة تشير إلى تقدمه الكبير نحو الحياة خارج الرحم. بحلول نهاية هذا الشهر، يمكن اعتبار طول الطفل حوالي 15 سم ويزن قرابة الـ 80 غرام. إليك تفصيل لهذه الفترة الحيوية:
- النمو البنيوي: يستمر نمو الأعضاء الرئيسية للجسم مثل القلب والأمعاء والكبد والكلى بشكل ملحوظ. تبدأ الأذنان الخارجية في الاستقرار وتكتسب خصائصها النهائية تقريباً، بينما تتجه العيون إلى المركز الأمامي للمساعدة في تعزيز الرؤية المتزايدة. كما تبدأ اليدان والقدمان بالتبلور أكثر وأكثر دقة مع ظهور بصمات أصابع فريدة لكل جنين.
- الجهاز العصبي المركزي: يواصل الدماغ والنخاع الشوكي تنميتهما، مما يؤدي إلى تحسن القدرة على التعلم والاستجابة للحوافز البيئية. قد يبدأ الجنين بردود فعل بسيطة تجاه الضجيج والصوت الخارجيين من الأم.
- الجلد والعظام: الجلد الآن أقل شفافية بسبب زيادة طبقات الخلايا الدهنية تحت سطح البشرة، ولكن لا زال رقيقاً ومغطياً بطبقة بيضاء تسمى "الحُلُم". عظام الجنين تصبح أقوى وأكثر كثافة تدريجيًّا استعداداً لدعم جسمه عندما يُولد.
- النظام الهضمي والتغذية: رغم عدم قدرة الجنين على تناول الطعام بعد، إلا أنه يقوم بإنتاج الصفراء التي تساعد فيما بعد عملية هضم الطعام عند الولادة. ويستمر حصوله على الغذاء عبر المشيمة عبر دم الأم.
- حركة الجنين: رغم أنها ليست شديدة كالذي سيحدث لاحقاً، فقد يشعر البعض بالأمهات بحركات خفيفة في هذه المرحلة المبكرة. إنه وقت مثير لتعرف فيه الأم لأول مرة كيف يشعر حمل طفل داخل أحشائها.
- الصوت والإدراك: ربما يسمع الجنين أصوات أمّه وغرفتها ويتفاعل مع ضوء الشمس عبر جلد الأم أيضاً، لكن الإدراك الحقيقي للأحداث لن يحدث حتى شهور متقدمة جداً من الحمل.
- التحضير للحياة خارج الرحم: تستعد القناة التنفسية والجهاز المناعي للإنسان الصغير للدورة الجديدة من الحياة التي ستواجهها فور ولادتها. وهذا يعني إنتاج خلايا الدم الحمراء الخاصة، بالإضافة لاستمرار تطوير جهازالمناعة الخاص به ضد العدوى المحتملة مستقبلاً.
تذكر دائماً أنه يجب القيام بزيارات منتظمة للطبيب أثناء فترة الحمل لمراقبة تقدم وصحّة كلٍّ منهما -الأم وجنينها-.