بركة الصدقة وتفضيل برّ الوالدين: توجيه شرعي لدعم الأم ورعايتها

قررت التصرف بحكمة عندما اخترت صرف جزء منتظم من دخلك لمساعدة المحتاجين عبر الصدقات. ولكن، وفقاً للشريعة الإسلامية، هناك اعتبارات مهمة يجب مراعاتها عند

قررت التصرف بحكمة عندما اخترت صرف جزء منتظم من دخلك لمساعدة المحتاجين عبر الصدقات. ولكن، وفقاً للشريعة الإسلامية، هناك اعتبارات مهمة يجب مراعاتها عند اختيار المستحقين لهذه الأعمال الطيبة. إنّ تقديركم لمن يعيشون بسعة رغم وجود حاجة واضحة لدى الآخرين أمر محمود ومستحسن. ومع ذلك، فإنّ مكانة الوالدين الخاصة جديرة بالاعتبار الأعلى.

كما جاء في الحديث الشريف "إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ مِنْ كَسْبِهِ"، فقد أكد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أهمية الإنفاق على العائلة وبخاصة الوالدين. حتى وإن كانت لهم احتياجات أقل مقارنة ببعض الأفراد الأشد فقراً، فالبر بوالديك له فضائل عظيمة وحسن نية تجاههما يمكن أن يكسب رضا الرب سبحانه وتعالى ويضمن لك جزاءً خيرياً باهراً. ذكر حديث آخر أنه "دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ". هذا يعني أنّ دعم أسرتك وأمك تحديداً يحقق أكبر درجات الجزاء مقابل عمل صالح.

وفي حالة عدم وجود نذر ملزم، يمكنك مطلق الحرية في استخدام أموالك بما ترونه مناسبًا لتحقيق سعادة وراحة نفسيتين لأمك واستخدام هذه الفرصة للتعبير عن الامتنان والإخلاص نحو الأشخاص الذين غرسوا حب الرحمة والعطاء في قلبك منذ الصغر. ولا يوجد شيء أكثر قيمة من تقديم الدعم المعنوي والمادي للأعمال الخيرية للأهل قبل البحث عن فرص أخرى للمشاركة المجتمعية الكبيرة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق خطواتنا جميعاً وأن يرزق قلوبنا بالإيثار والحب والرحمة لكل خلقه.


الفقيه أبو محمد

17997 بلاگ پوسٹس

تبصرے