يشكل تضخم الكبد حالة طبية تستدعي الاهتمام والحذر نظرًا لتأثيرها المتعدد الجوانب على الصحة العامة. يحدث هذا عندما يصل حجم الكبد إلى ما هو أكبر مما ينبغي, وهو العضو المسؤول عن القيام بدور رئيسي في عملية الهضم وتصفية الدم وإزالة الفضلات الضارة منه. قد يرجع سبب هذه الحالة إلى مجموعة متنوعة من العوامل الصحية المختلفة والتي يمكن تصنيفها تحت فئتين أساسيتين؛ تلك التي تتعلق بالنمو الطبيعي للكبد وتعرف باسم "الكبد المقترن", وثمة أخرى ناتجة عن أمراض أخرى مثل التهاب الكبد الفيروسي والإفراط في استهلاك الكحوليات وأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وغيرها الكثير.
في حال وجود أي شكوك حول زيادة حجم الكبد، فإن الخطوة الأولى والأكثر أهمية هي زيارة طبيب متخصص لإجراء التشخيص الدقيق باستخدام اختبارات دم مختلفة بالإضافة ربما لتصوير بالموجات فوق الصوتية. بناءً على نتائج الاختبارات وسجل الحالة الطبية للمريض، سيحدد الطبيب الخطة العلاجية الأنسب. بالنسبة للحالات المرتبطة بنمو طبيعي للكبد لدى الأطفال الصغار مثلاً، فقد تكون الرعاية الغذائية السليمة والنظام الرياضي المنتظم هما الحل الأمثل لمنع تفاقمه مستقبلاً. أما فيما يتعلق بالحالات الناجمة عن أمراض معينة، هنا يأتي دور المعالجات الخاصة بتلك الحالات نفسها سواء كانت دوائية أو غيرها؛ فالهدف الرئيسي للعلاج هو خفض وزن الجسم وإنهاء مسبب المشكلة الأصلية قدر الإمكان.
بشكل عام، يعتبر الوقاية خير علاج للإصابة بالتضخم الكبدي وذلك عبر اتباع نمط حياة صحي يشمل تغذية متوازنة وممارسة تمارين رياضية منتظمة إضافة إلى تجنب عادات الحياة المضرة كالاستخدام المفرط للأدوية بدون وصف طبّي مناسب واستهلاك كميات عالية جدًا من الكحوليات والمشروبات الغازية. إن التأكد من تلقي تطعيمات كاملة ضد أنواع الفيروسات المؤثرة سيساهم كذلك بشكل كبير في الحد من خطر الإصابة بهذا النوع من الحالات المرضية. أخيرا وليس آخرا، ليس هناك داع للتجاهل أو التعامل باستخفاف حين الشعور بأية تغييرات مفاجئة في جسم المرء إذ إن اكتشاف ومعالجة مشاكل صحية محتملة مبكرًا له مردودان إيجابيان لجودة حياته ولصحته عموما.