إذا كنت تعاني مثل الكثير ممن واجهوا ظروفا مشابهة، حيث يغيب شخص عزيز لديك عن نور الإسلام ويفترض درب الحق، فلا داعي للتردد والاستسلام. دعونا نتبع خطوات القرآن والسنة لتوجيه قلبك نحو الطريق المستقيم، سواء كان ذلك لشخص عميق التعلق بك أم أقرب الأقارب الذين فقدوا بصائرهم وانجرفوا خلف الأفكار الزائفة.
في البداية، ندعو الله عز وجل أن يساندك خلال محنتك، لأن المؤمن سيلاقى درجات متفاوتة من الاختبارات والأحوال المختلفة. وقد عبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن تألمه الشديد لبقاء عمه أبو طالب خارج دائرة الإيمان حتى وفاته. لذا، اسعى لجني ثمار صبرك وتحمله كتقدير من الرب الكريم كما ورد في الآيات الكريمة "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ". (لقمان: 56)
لن تذهب جهود الدعوة له بلا نتيجة - وهذا ما أكده الرسول الأعظم عندما ذكر أن قلوب البشر جميعًا تحت سيطرة يد الرحمان الواحدة "إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ." صحيح مسلم. إنه لمن المحتم أن يكون لهذا الدور الفعال دور كبير فيما قدرته قدرة الرب جل وعلى.
لكن الأمر يحتاج لمزيد من التحليل حول نوع الخطر الذي يشكله فرد بعينه. إذا كانت نيّته موجهة ذاتيًا فقط ولم يكن لها تأثير سلبي خارج نطاق نفسه، يمكن التعامل معه بطريقة مختلفة تماماً عنه لو قام بتشويه أفهام الآخرين لنفس النهج الخطير. وهنا تكمن المشكلة الأكبر عند أخيك بالتحديد وهو نشر الدعاية المتعلقة بهذا الدين الجديد وسط مجتمعكم وزوجتك وأبويك!
والحل وفق المصادر المقدسة يقضي بالمباشرة والقضاء النهائي لهذه الظاهرة الخطيرة ولكنه بشفافية وصراحة مطلقة دون خداع ودون استخدام رتوش اخلاقية زائدة تخدم هدف واحد فقط وهو منع انتشار تلك العقيدة المغلوطة داخل بيتكم. إنها مسؤوليتك أيضا إبلاغ الجميع بهذه الوضعية الجديدة لدعم سلامتهم النفسية والجسدية وحماية الثوابت الروحية لديهم خاصة حين يفوت عليك الفرصة للوصول اليه بسبب قرار رضخ للإسلام وتمسك به رسمياً امام الجميع.
ومن الجانب العملي ، يجب تقليص التواصل الاجتماعي الحالي الى حد محدود جدا وتحويل تركيز اهتمامك الي تحقيق مطالب الرحمن اولويات جديدة تعتمد علي توصيف حالتك بدقة وكذلك تجنب أي شكل من اشكال مساعدته ماليا او اجتماعيا طالما ظلت اعتراضاته قائمة وسارية لأسباب صحيحة تمام الصحة . احذر كذلك من الانجرار وراء دعوات الخير للعيش الفاني لان غياب الشعور بدور الخالق قد يؤدي بنا إلي حرمان نعيم الاخرة وصفاتها الجميلة ليصبح رضا العباد مطلب أساسي لنا مما يجذب القلوب للأنانية والفناء الدائم حسب الوصف القرآني:"...وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ..." الأحزاب /25
وقد شددت النصائح الواردة ضمن كتاب الله صراحة بشأن عدم منح ثقافة الحب