إعراب الحديث الشريف العلماء ورثة الأنبياء ودلالاته

يعدّ الحديث الشريف "العلماء ورثة الأنبياء" من الأحاديث التي تؤكد على مكانة العلماء في الإسلام، حيث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن العلماء هم ورثة ال

يعدّ الحديث الشريف "العلماء ورثة الأنبياء" من الأحاديث التي تؤكد على مكانة العلماء في الإسلام، حيث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأنهم يورثون العلم الذي تركه الأنبياء. هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".

هذا الحديث يوضح فضل العلماء، حيث يبين أنهم هم الوارثون لما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم من علم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل: "بلغوا عني ولو آية"، كما رواه البخاري، والقائل: "من سلك طريقا يبتغى فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة"، كما رواه مسلم. كما يبين الحديث أن العلماء هم الذين يخشون الله حق خشيته، كما قال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، فالفهم العميق للعلم يقود إلى الخشية من الله.

ويشير الحديث إلى أن أشرف أنواع العلم هو ما يتصل بالقرآن الكريم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، كما رواه البخاري ومسلم. فالقرآن الكريم يرشد إلى كل العلوم النافعة في الدين والدنيا، كما قال تعالى: "ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء".

ومن أراد أن ينشرح صدره بمعرفة موقف الإسلام من العلم بفروعه المختلفة، فليرجع إلى "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي، وسيهتف من أعماق قلبه أن هذا الدين هو دين الحضارة الصحيحة، الصالح لكل زمان ومكان، وذلك بالفهم الواعي والتطبيق الصحيح.

وفي الختام، فإن الحديث الشريف "العلماء ورثة الأنبياء" يؤكد على أهمية العلم في الإسلام، ويبين أن العلماء هم الوارثون لما تركه الأنبياء من علم، وأنهم هم الذين يخشون الله حق خشيته.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات