في سؤالك، أكدت على حالة حيث حلفت والدتك بالقرآن بواسطة تطبيق القرآن على هاتفك المحمول، وبالتأكيد لديك شعور بالندم. أولاً، يجب توضيح أنه من المستحسن دائماً عدم استخدام أي شيء مخلوق للحلف، بما في ذلك كتب الدين مثل القرآن الكريم. هذا لأن أساس الحلف الحلال هو الأسماء والأوصاف الخاصة بإلهنا الواحد فقط.
ومع ذلك، وفقاً للمذهب القانوني الإسلامي، يمكن قبول الحلف بالقرآن بشرط واحد مهم وهو أن تكون نواياك واضحة وصريحة. إذا كنت تقصد فعلاً الحلف بكلام الله المعروف والموجود داخل التطبيق، فإن هذه الحالة تعتبر يميناً مشروطة بصحتها وصدق محتواها. أما إذا كانت نيّتك تتضمن أشياء أخرى مثل تصميم التطبيق أو المواد المستخدمة فيه (مثل ورق الطباعة والطبقة الرقمية)، فلن يعد الأمر يميناً شرعياً ولكنه سيكون مجرد تعهد وليس له أهميته تحت الضوء الديني.
إذا تبين أنك ارتكبت كذباً أثناء أداء هذه "اليمين"، فسوف تصبح المسألة خطيرة جداً وتعتبر يمين غموس وهي محرمة ومخالفة للشريعة الإسلامية. وينبغي عليك حينئذٍ طلب المغفرة من الله عز وجل والإقرار بأنك تجاوزت الحد بتلك التصرفات الخاطئة.
من الجدير ذكره أن الآراء القانونية بشأن وضع اليد على مصحف رقمي أو بدني ليست متساوية. بينما بعض الفقهاء يعترفون بهذا العمل كشكل مناسب للتوكيد، البعض الآخر يفضل ترك الموضوع بدون تأويل خاص وقد حرموه تماماً بناءً على اختلاف نسخ الكتب المقدسة الموجودة اليوم والتي ربما تعرضت للتحريف حسب معتقدات معينة.
وفي النهاية، ينصح دائماً بالإمتناع عن اليمين عندما تشعر بحاجة لحماية نفسك من قطيعة الأرحام وغيرها من المشاكل المحتملة. هناك العديد من الطرق الأخرى لإظهار الاحترام والتزام العلاقة الأخوية بدون اللجوء إلى طرق دورية خاطئة دينياً.