- صاحب المنشور: الهادي بن عثمان

ملخص النقاش:
النّقاش يدور حول مدى كفاءة الوعي كمصدر لتحقيق التغيير الاجتماعي والفكري. يبدأ الهادي بن عثمان بتأكيد أنه رغم أهميته، الا ان الوعي وحده يكفي وغير كافِ للإحداث تغيرات ذات مغزى دائم. يجب أن يتم دعم هذا الوعي بالتغييرات الهيكلية في بنى السلطة والقوة من أجل الوصول إلى حالة حقيقية للتحول. يكتسب عبد الغفور بن عثمان موقفاً متداخلاً، مؤكداً على حاجتنا للموازنة بين الإدراك المعرفي والأفعال العملية. يقول إنه حتى لو كانت لدى الناس معرفة واسعة بالموضوع، إلا أنها تبقى مجرّد "طيرٍ حرٍّ في الدائرة"، أي حركة دائمة مكانياً وبلا تأثير عميق إذا لم ترافقه قيام بعمل فعلِّ. من جانبه، يساند إحسان البكري الرأي السابق، مشدداً على ضرورة تحويل المعرفة المكتسبة إلى وقائع مادية. كما يقترح تعزيز الأمن والاستقرار الداخليين عبر تحديد الأهداف العملية المباشرة وتحويل السياسات النظرية إلى قوانين قابلة للتطبيق. تضيف رغدة بن بركة منظور آخر حيث تشدد على عدم الانجرار خلف الشعارات الفكرية دون تطبيق عملي لها. تعتبر كل من قضيتي وجود قوة إلزام قانوني وكذا فهم عام لهذه القوانين أمراً أساسياً للسعي نحو مجتمع أفضل وأكثر عدلاً. وفي مداخلة أخيرة لعبد الغفور بن عثمان, فهو يعترف بأثر ثقافة وممارسات المجتمع المستقرّة والتي قد تقاوم التغييرات المقترحة. بهذا الصدد, اقترح ضرورة بناء جسور التواصل والثقة مع الجمهور أثناء إعادة هيكلة النظام السياسي بحكمة وفهم شامل لرؤية الجميع. هذه المناقشة توضح الاتفاق الواسع بأنه بينما يعد الوعي جزءاً مهماً من رحلة الاصلاح الاجتماعي, إلا انه لا يستطيع وحده تولي زمام الأمور; البلبلة الخارجية تحتاج أيضاً الى اتخاذ قرارات دقيقة داخل الحدود القانونية لاستكمال مسار النهضة بكل جوانبها النفسانية والجسدية والمادية.