تُعتبر الغدة الدرقية والسكري جزءين أساسيين من الجهاز الهرموني للإنسان، وهما يشكلان علاقة معقدة يمكن أن تكون ذات تأثير كبير على الصحة العامة للفرد. الغدة الدرقية المسؤولة عن تنظيم عملية الأيض، بينما يلعب مرض السكري دورًا رئيسيًا في كيفية استخدام الجسم للجلوكوز. هذه الرابطة تتطلب فهمًا دقيقًا لتوضيح كيف تؤثر كل حالة على الأخرى.
أولاً، قد يؤدي اختلال وظائف الغدة الدرقية إلى زيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. عندما تصبح نشاطات الغدة الدرقية غير طبيعية - سواء كانت فرط النشاط أو قصور - فإن ذلك يمكن أن يعطل قدرة الجسم على استقلاب الجلوكوز بشكل صحيح. الأشخاص الذين يعانون من نقص نشاط الغدة الدرقية لديهم مستوى أعلى من خطر الإصابة بالسكري؛ وذلك لأن هرمون الثايروكسين الذي ينتجه هذا العضو يساعد في تحفيز عملية حرق الدهون والأحماض الأمينية، وبالتالي الحفاظ على مستويات جلوكوز الدم تحت السيطرة الطبيعية.
من جانب آخر، أثبت الباحثون أيضًا وجود رابط عكسي; فقد ترتفع معدلات مقاومة الإنسولين لدى المصابين بداء الغدة الدرقية النشطة جداً ("فرط نشاط"). يحدث هذا بسبب تعزيز قدرتها الزائدة على إنتاج المواد المتعلقة بالأيض، مثل الحراريّة والبروتينات القابل للتحلل الحيوي الخلوي والتي ربما تساهم مجتمعاتها بتقليل حساسية جهاز المناعة تجاه عمل الإنسولين مما يزيد احتمالية ظهور حالات عدم تحمل الجلوكوز واضطرابات أخرى متعلقة بالتغذية.
بالإضافة لذلك، هناك عوامل متعددة تلعب دوراً هاماً فيما يسمى "الربط الثلاثي" وهو مصطلح يستخدم لوصف التأثير المشترك للغدد الصماء المختلفة بما فيها تلك المرتبطة بالإجهاد النفسي والإكتئاب والعوامل البيئية وغيرها الكثير. رغم أنها ليست جزءا مباشرا مِن ارتباطهما الاساسي إلا إنها تشجع وتساعد أحدهما الآخر علي إحداث تغييرات كبيرة ومباشرة داخل اجسام الناجين منها .
بالتأكيد يعد فهم العلاقات الفريدة والتداخلات التي تحدث ضمن شبكة العمليات الجسدية الداخلية أمر حيوي لصحة عامة جيدة خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يواجهون تحديات صحية طويلة المدى كالداء السنكري والقصور الغددي الثيريدي. لذا تنصح الجمعيات الطبية بمراقبة المستويات الدورية لكلتا الوظائفتين الصحية كما تشدد أهمية التواصل المنتظم والمستمر مع المحترفين الصحيين ذوي الاختصاص للحصول علي الرعاية المثلى والحفاظ عليها عبر مراحل الحياة المختلفة.
