يمكن أن يشكل تواصلك وزوجتك مع عائلاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحديًا كبيرًا للحفاظ على حدود الشريعة الإسلامية. وفقًا للشريعة، يعد منع الاختلاء بين الرجال والنساء الغرباء ضروريًا لتجنب الوقوع في المحرمات والفواحش. بناءً على ذلك، فإن سماع صوت أحد أزواج أخوات زوجتك أثناء محادثتها لهم يمكن اعتباره مدخلا للإشكالات. لذلك، ينبغي عليك اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية بيئتك المنزلية وحفظ حرمة نفس زوجتك وأخواتك أيضًا.
وفقًا للعلماء المسلمين، يعد حفظ النفس والعائلة واجباً دينيًا مهمًا. كما جاء في الحديث النبوي الشريف "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ" حيث تحذر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من دخول الرجال على النساء بشكل عام. وتوضيحاً لهذا السياق، يقول العلماء إن خطر التعرض للمحن والكوارث أكبر عندما يتعلق الأمر بحموها -أي أقرباء الزوج الذين ليست لديهم علاقة قربى نسبية مثل آبائه وأبنائه-. وذلك بسبب سهولة اختلاق الأعذار والتبرير لدخول هذه الفئة من الأقارب واستمرار اللقاءات الخاصة بدون كشف نواياهم الحقيقية. ولذلك، فإن ترك التواصل الآني وصوتياً مع هؤلاء الأقارب أفضل طريقة لمنع حدوث أي مشاكل محتملة مستقبلًا.
ومع ذلك، إذا كانت التحادثات اليومية بسيطة وخالية من الكلمات المخوفة وغنية بالعلاقات الطيبة، فقد يكون هناك استثناء لهذه القاعدة عند استخدام وسيلة اتصال آمنة وقانونية تتضمن الصوت فقط وليس الفيديوهات أو الصور الشخصية. ولكن، لا تزال مسؤوليتك هي إبقاء حياة أسرتك بعيدًا قدر الإمكان عن أي مصدر محتمل للفاحشة أو الفتنة. فالقرآن الكريم يأمر المؤمنين قائلاً: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا". وهذه المسؤولية تشمل تعليم أفراد الأسرة واحترام حقوقهم وضمان سلامتهم الروحية والجسدية.
ولتطبيق هذه التعليمات الشرعية بطريقة حساسة وفعالة، يجب توخي الشفقة والحكمة أثناء توجيه زوجتك نحو التقليل من الاتصال بالأقارب خارج نطاق العلاقات الرسمية الضرورية للغاية والتي تستند إلى وجوه صادقة وملبية للسعادة الزوجية وتحافظ على التقاليد الاجتماعية والقيم الدينية المتعارف عليها اجتماعيا ودينيا أيضا. إذ إنه من المهم جدا الاحتفاظ برابط وصلة الرحم دون التسبب في مغازلات خطيرة تهدد الاستقرار المنزلي العام حاليا ومستقبليا كذلك بإذن الله عز وجل وحده عالم الغيب والشهادة جل وعلى!
وفي النهاية، ندعو الله لك ولزوجتك بالسداد والرشاد وان يجعل حياتكما مليئة بالسكينة والطمأنينة وطاعة الحق سبحانه وتعالى دائماً أبدا.