هل صلاة السنن الرواتب جماعة جائزة أم يجب أن تصلى منفردًا؟

في الإسلام، الأصل في أداء السنن الرواتب هو الإتيان بها منفردًا، دون اجتماع جماعي. جاء بذلك قول الله تعالى في سورة الأحزاب "لقد كان لكم في رسول الله أس

في الإسلام، الأصل في أداء السنن الرواتب هو الإتيان بها منفردًا، دون اجتماع جماعي. جاء بذلك قول الله تعالى في سورة الأحزاب "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا". وتأكيداً لهذا الأمر، يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: "أما فعلها أحيانا، من غير مداومة عليها، ولا اتفاق الجمع الكثير على الاجتماع عليها، فلا بأس به".

وقد أكدت فتاوى العديد من العلماء البارزين، بما في ذلك الشيخ ابن باز رحمه الله، عدم مشروعية الاجتماع الجماعي لصلاة السنن الرواتب. وعلى الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها جماعة في حالات نادرة ومحدودة، إلا أن عدم وجود دليل قاطع على فعل الصحابة لهذه العادة يدعم الرأي القائل بأن صلاتها منفردًا هي أفضل طريقة لتطبيق تعاليم الدين بحسب شهادة أهل العلم.

ومن الجدير بالذكر أن هناك استثناءات محددة حيث يمكن أداء بعض السنن جماعيا، مثل صلاة الاستسقاء والكسوف. ومع ذلك، لا ينطبق هذا على سنن الصلوات اليومية المتعارف عليها. وبالتالي، يبقى النهج الأمثل هو اتباع نهج النبي الكريم وآل بيته المصطفين بإقامة تلك الصلوات بشكل انفرادي.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات