يمكن للمهندسين الزراعيين التابعين لقسم إنتاج الحيوانات إجراء عمليات التلقيح الصناعي بشكل مشروع وفق الأحكام الإسلامية، وذلك بناءً على العديد من الاستشارات الفقهية والدراسات العلمية.
وفق رأي عدد من علماء الدين المعاصرين، بما في ذلك الشيخ عبد الله الجبرين والشيخ محمد الشنقيطي, يمكن بيع ومني (الحيوانات المنوية) لدى الحيوانات الأليفة مثل البقر والجاموس لأنها تعتبر ملكاً قابلاً للبيع والشراء. هذا النوع من الأموال يُطلق عليه "money quant", وهو المال الثابت القيمة والذي يمكن التحكم به والتداول به. وبالتالي فإن شراء وانتاج واستخدام الحيوانات المنوية لغرض التلقيح الصناعي لا يشكل أي مشكلة شرعية.
بالإضافة إلى ذلك، التقنية المستخدمة في التلقيح الصناعي المعروف باسم "التلقيح الاصطناعي"، والتي تتضمن استخدام الحيوانات المنوية لاستنساخ خصائص وراثية مرغوبة بين الحيوانات، ليست محظورة دينياً أيضاً. حتى لو كانت العملية مدفوعة بالأجرة، فهي لا تنطبق تحت حكم منع عقبة الفرس (أو "عسب الفحل") الذي يحظر دفع أجرة مقابل نزول الحيوان بسبب تعقيد تحديد مقدار ومحتوى السوائل المنوية وعدم القدرة على التسليم بدقة.
في الواقع، يمكن اعتبار التلقيح الصناعي وسيلة مستحدثة لتحقيق الغاية المشروعة وهي زيادة الانتاج وتشجيع التربية المنتجة والمربحة للماشية. ومع ذلك، يجب الحرص دائماً على توافق جميع الخطوات والإجراءات المرتبطة بهذا العمل مع المعايير الأخلاقية والقانونية المحلية والدولية.
على الرغم من أنه لم يكن هناك ذكر لمفهوم "القصيبات" (cryopreserved semen samples) في الفتاوى الأصلية، إلا أنها تُستخدم عادة في علم الوراثة الحيواني كمستودع مؤقت للحيوانات المنوية قبل نقلها عبر الحدود الدولية. إن تخزين هذه العينات في درجات حرارة شديدة الانخفاض (-96°C) ليس له تأثير سلبي معروف على صلاحيتها للاستعمال لاحقا ويمكن اعتباره جزءا ضروريا من العمليات اللوجستية للقائمين بالتكنولوجيا الحديثة للإنتاج الحيواني بشرط مراعات الضوابط القانونية المتعلقة بالنقل الدولي للأغراض البحثية والعلمية فقط.
وفي النهاية، فإن المفتاح الرئيسي بالنسبة لهذه المهمة يكمن في الاحتفاظ بروح الرعاية والاحترام تجاه الكائنات الحية أثناء التعامل مع المواد البيولوجية والمعرفة العامة حول كيفية تطبيق المباديء الإسلامية بشكل صحيح في بيئة الطب البيطري المتطور باستمرار.