على الرغم مما يبدو من تناقض ظاهري بين الروايتين حول دور عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومكانته في تاريخ الإسلام، إلا أنه يمكننا شرح ذلك وتوفيقه بطرق منطقية منطقية وفقاً للسنة النبوية والأحاديث الصحيحة:
عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعب دوراً محورياً في نشر الدين الإسلامي وتمكين المسلمين. فقد ثبت أنه عندما أسلم، بدأ المسلمون بالظهور علانية ودفاعاً عن دينهم أمام قبائل قريش، وهو ما يوافق الحديث الشريف "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر". تشير هذه الفقرة إلى قوة الشخصية التي امتلكها عمر بن الخطاب وصلابته في الدفاع عن الإسلام، والتي أثارت احترام واحتشاد العديد من الناس معه.
ومهما بلغ مدى عزيمة وقوة فرد مثل عمر بن الخطاب، فإنه ليس لديه القدرة على مواجهة كامل المجتمع العربي آنذاك بمفرده. فعندما احتمى داخل منزله خائفاً من بردائه، فإن ذلك يعكس الواقع العملي للحالة الأمنية وليس ضعف إيمانه أو عزيمته. دخول العاص بن وائل لحماية عمر ليس مؤشراً على نقصان بالقوة الداخلية للإمام فقط ولكنه أيضاً يؤكد مدى انتشار الرعب والخوف الناجم عن اضطهاد المشركين للمسلمين وقتئذ.
إضافة لذلك، فإن العزة هنا ليست مجرد غياب الخوف الفردي ولكنها تتضمن الشعور بالأمان والاستقرار الداخلي أثناء اتخاذ القرارات الهامة وتعزيز روح الدعوة الإسلامية وسط محيط عدائي. هذا الصمود هو جزء حيوي جداً مما جعل الإسلام ينمو ويصبح أقوى عبر الزمن.
في النهاية، رغم حقيقة وجود حالة طوارئ قصيرة تعرض لها الإمام عمر، تبقى أهميته التاريخية واضحة تمام الوضوح ضمن سيرورة تقدم وانتشار رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسنة المحمدية الشريفة المتعلقة بها.