يعد فيتامين د عنصراً حيوياً لنمو وتطور جسم الإنسان بشكل صحيح، خاصة لدى الأطفال الذين يمرون بمراحل النمو الحاسمة خلال سنوات حياتهم الأولى. يمكن لنقص هذا الفيتامين أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة التي قد تتطلب تدخلات طبية متخصصة. سنستعرض هنا أهم الآثار الناجمة عن نقص فيتامين د لدى الأطفال وكيف يمكن تجنب هذه المشكلات وضمان الحصول على كفاية هذا الفيتامين الضروري للصحة الجيدة.
في مرحلة الطفولة المبكرة، يلعب فيتامين د دورًا رئيسيًا في بناء العظام ووقايتها من الهشاشة والكسور المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا الفيتامين الجسم على امتصاص الكالسيوم، وهو أمر حيوي للحفاظ على كثافة عظم صحية واستقرارها. عندما ينخفض مستوى فيتامين د تحت الحد الطبيعي، تصبح احتمالية الإصابة بهشاشة العظام وبترقق العظام أعلى بكثير مما هو مقبول. حالة تُعرف باسم "التهاب الرضفة"، والتي تؤثر غالبًا على ركبتي الطفل بسبب ضعف وهشاشة العظام، هي أحد الأمثلة البارزة لهذه المضاعفات المرتبطة بنقص فيتامين د.
هناك تأثير آخر معروف جيدًا لنقص هذا الفيتامين وهو تأخير نمو العظام وتشوهات العمود الفقري التي قد تحدث إذا لم يتم التعامل مع الأمر مبكرًا بما فيه الكفاية. تشمل الأعراض الأخرى للمشكلة انحناء القوس العنقي وضعف عضلات الصدر وضعف التنفس وانخفاض مقاومة العدوى نظرًا لتقليل وظائف الجهاز المناعي. وفي الحالات الأكثر شدة، يمكن أيضًا ملاحظة مشاكل نفسية مثل الاكتئاب واضطرابات النوم والعصبية الزائدة نتيجة لذلك.
تتضمن طرق الوقاية من هذه المخاطر زيادة تعرض الأطفال لأشعة الشمس لفترة قصيرة يومياً (حوالي 15 دقيقة) دون استخدام واقٍ شمسي؛ لأن الجلد قادرٌ على تصنيعه ذاتياً عند تعريضه للشمس بطريقة مباشرة. كما يُوصَى بإضافة المكملات الغذائية الغنية بفيتامين د إلى نظام غذائي متوازن يحتوي على منتجات الألبان والحليب ومنتجات اللحوم البحرية والخضروات الداكنة اللون والزيوت النباتية وزيت كبد سمك القد وغيرها من المصادر الطبيعية لهذا الفيتامين الثمين.
من المهم جداً مراقبة مستويات فيتامين د لدى الأطفال عبر فحص الدم المنتظم لاتخاذ التدابير العلاجية اللازمة لحماية صحة طفلك وتعزيز صحته العامة. إن فهم تأثير نقص فيتامين د واتباع نهج استباقي لتحقيق توازن مناسب له سيساعد بالتأكيد في تحقيق حياة أكثر نشاطاً وصحة لكل طفل صغير يعيش بين أيدينا الرعاية والمحبة!